في اليمن | مع بدء مرحلة “المجاعة” بإعلان دولي.. اليمنيون يستقبلون رمضان بهلع في عدن وطوابير في صنعاء
#نيوز_ماكس1
تواصل الأزمات المعيشية والاقتصادية التي تسببت بها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا، وحكومة الفساد، تأثيرها القتل بحق اليمنيين، وتقودهم نحو المجاعة الحقيقية.
وتجسدت المعاناة التي يعيشها اليمنيون في ظل استمرار تدهور الأوضاع في مختلف المجالات، في ظهور طوابير طويلة من اليمنيين المرابطين في عدد من مناطق العاصمة صنعاء للحصول على مادة الغاز المنزلي، وفي حالة الهلع التي تعيشها الأسر اليمنية في عدن مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
مجاعة أكيدة
وفي ظل تلك الحالة التي يعيشها سكان أهم مدينتين في البلاد، خرجت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية “جويس ميسويا”، تؤكد في كلمتها أمام مجلس الأمن اليوم، أن ملايين الأشخاص في اليمن يعانون الجوع مع انتشار انعدام الأمن الغذائي في البلاد”.
فيما قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ، أمام مجلس الأمن، إن الأوضاع الاقتصادية في اليمن “مؤسفة” في ظل استمرار عمليات الانتقام الاقتصادي لأطراف الأزمة.
طوابير وهلع
وخلال الأيام القليلة الماضية، بدأت حالة الهلع والخوف من عدم توفير الجزء اليسير من متطلبات شهر رمضان، من قبل الأسر اليمنية في صنعاء وعدن، تتجسد في طوابير اليمنيين الطويلة أمام محطات تعبئة الغاز، وأمام منازل عقال الحارات في مناطق سيطرة الحوثيين، للحصول على اسطوانة غاز، في ظل أزمة مستفحلة أنتجتها مليشيا الحوثي للمتاجرة والتربح بهذه المادة التي تعد اساسية في شهر رمضان.
وتحدث العديد من سكان صنعاء، في مواقع التواصل ووسائل الإعلام خلال اليومين الماضين، أن الأزمة مفتعلة من قبل مليشيا الحوثي من اجل رفع قيمة اسطوانة الغاز سعة 20 لترا، وهو ما تم فعلا حيث أعلنت الميليشيا رفع قيمتها بواقع ثلاثة آلاف ريال لتصبح 9 آلاف ريال، بدلا من ستة آلاف.
ورغم رفع أسعارها، إلا أن الأزمة ظلت مستمرة ومستفحلة، وتواصل المليشيات احتكار الغاز من أجل تضييق الحياة على سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهي سياسة تتبعها المليشيات من أجل إخضاع تلك المناطق، وجعل سكانها ينشغلون عنها في أمور حياتهم اليومية.
مخططات جديدة
ووفقا لما تم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي من ناشطين وإعلاميين ومواطنين في مناطق الحوثيين، فإن المليشيات تحاول افتعال أزمات معيشية مستغلة قرب حلول شهر رمضان المبارك، من أجل تمرير مخططات جديدة تخدم مصالحها ومصالح إيران في اليمن.
وأشاروا إلى أن المليشيات بدأت تكشف عن ذلك المخطط من خلال مساعيها هدم “حي تاريخ” يضم أربعة أسواق تعد أحد أهم المعالم التي تميز العاصمة صنعاء، خاصة التاريخية، من أجل بناء أول “حوزة” في اليمن مشابهة لتلك الموجودة في إيران والعراق، مدعية زورا وبهتان، أن ذلك من أملاك الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجه.
وأفادوا بأن المليشيات ستعمل، خلال أيام وليالي الشهر الكريم، على إشغال اليمنيين بمساعيها الدينية التي تخدم الفكر الإيراني في اليمن، من خلال هدم أربعة أسواق في صنعاء القديمة عمرها أكثر من 4000 سنة، لبناء حوزة وحسينية هي الأولى في اليمن، لخدمة الفكر الإيراني المتطرف.
وأكدوا أن الأسواق التي ستهدمها المليشيات في صنعاء هي: سوق الحلقة، سوق المنجارة، سوق المحدادة، سوق المنقالة، وقد قامت بإنذار أصحاب المحلات في تلك الأسواق بإخلائها بشكل سريع.
ضنك شديد
وتحدثت المنشورات عن المآسي وحالة الضنك الشديد التي تعيشها الأسر في العاصمة صنعاء، والتي وصلت بالبعض إلى فقدان القدرة على شراء الدواء الضروري لأطفاله المرضى، أو إسعافهم إلى أقرب مشفى، فيما البعض لا يستطيع توفير لقمة العيش، والبعض في حاجة لسكن وغيرهم، بعد طردهم من منازلهم المستأجرة بحجة عدم قدرتهم دفع الإيجارات، في ظل غياب صرف المرتبات من قبل الحوثيين على مدى سبع سنوات ماضية.
هلع في عدن
ولا يختلف الحال بالنسبة لسكان المناطق المحررة، فأزمة الغاز منتشرة في جميع المناطق، وإن توفرت فأسعارها تفوق الخيال، ولكن ما تعيشه مدينة عدن التي يتخذها حكام اليمن الفاسدون محطة ترانزيت لجولاتهم المكوكية بينها وعدد من المدن خارج البلاد، والتي تعيش فيها أسرهم في حالة ترف ونعيم، لا يمكن تصوره بعد وصول الأزمة المعيشية إلى أقدس الأماكن في المدينة.
وعند التنقل بين مديريات عدن الثمان، تشهد تكدس النساء والرجال أمام عدد من المباني التي تضم مقار لمنظمات دولية ومحلية، تمنح مساعدات غذائية أو مالية للأسر المحتاجة، كما تشهد حالة من التهافت نحو مبان لتجار أو رجال أعمال، أو محسنين يمنحون مساعدات سنوية للمحتاجين مع اقتراب شهر رمضان من كل عام.
لكن هذا العام فإن المحتاجين والفقراء زاد عددهم، ويعيشون حالة هلع حقيقي في ظل تردي الأوضاع المعيشية وانعدام الدخل، وتوقف صرف المرتبات من قبل حكومة الفساد، زاد من تفاقم تلك الأزمة ارتفاع الاسعار واستمرار تدهور العملة، وجشع التجار الذين يفرضون أسعار وفقا لمكانتهم الاجتماعية وقربهم من المكونات المسلحة.
وما تم رصده خلال الساعات الماضية وجود تجمع لمدرسي وموظفي جامعة عدن، أمام أحد المباني الذي يمنح سلسل غذائية، وهي مشاهد تفقدك القدرة على الكلام، وترسم في مخيلتك سؤال كبير، عما وصلت إليه الحالة المعيشية من تدهور، ووصلت إلى طبقة الأكاديميين، فما بال بقية الأسر والأهالي الذين لا يملكون مصدرا للدخل “مرتبات”؟
رمضان غير
في مدن اليمن، رمضان هذا العام غير، فهو يفتقد لكل معاني الإنسانية، فقد وصلت بالمواطن الحالة للبحث عن لقمة عيش يومية يسد بها رقمه وأسرته، فكيف بموائد رمضان وطقوسه التي اعتادت عليها الاسر اليمنية على طول السنوات الماضية، فهذا العام ستغيب العديد من الاصناف والعادات والحياة في أيامه ولياليه المباركة.
لا يمكن أن تمر من أي شارع ىو حي، في عدن إلا وتسمع الأهالي يتحدثون عن الحالة المعيشية، وعن كيفية الوصول إلى بعض المتطلبات والاحتياجات الغذائية لمواجهات فريضة الصوم التي سوف تتجسد بمعنى الكلمة “صوم ليل ونهار”، تحت وطأة الفقر والعوز والمجاعة التي أقرت بها رسميا الأمم المتحدة اليوم في مجلس الأمن الدولي.