ذات صلة

بعد إقصائهم… إخوان اليمن يتحالفون مع تنظيمات إرهابية

بعد إقصائهم… إخوان اليمن يتحالفون مع تنظيمات إرهابية

 

 

سراج الدين الصعيدي *

 

ضربات عديدة تعرضت لها جماعة الإخوان داخل اليمن خلال عام 2022 بعد كشف علاقتها مع التنظيمات الإرهابية، ومخططاتها التخريبية في الكثير من المناطق، هذا بالإضافة إلى موالاتها ميليشيات الحوثي التابعة لإيران التي دمرت البلاد.

 

 

ولعل أبرز الضربات التي تلقتها الجماعة إقالة أخطر الأذرع الإخوانية التي تتولى مناصب حساسة، على رأسهم عبد ربه لكعب قائد القوات الخاصة بشبوة، ويحيى أبو عوجاء من أركان العسكرية الأولى بحضرموت.

 

وتسببت تلك الضربات في إثارة جنون الإخوان الذين سخّروا عصابات مسلحة ومطلوبين أمنياً في تصفية حساباتهم السياسية، وهو ما حوّل تعز إلى ساحة فوضى، ومأرب إلى وكر للاغتيالات.

 

 

 

وخلال عام 2022 خطفت الفوضى بتعز أرواح عشرات اليمنيين، وتعرّض كبار الضباط لاغتيالات وحشية بمأرب، ممّا أثار أسئلة بشأن دور تنظيم الإخوان الذي هيمن على المؤسستين العسكرية والأمنية في المحافظتين.

 

ومن المدن الخاضعة للإخوان التي تحولت إلى أوكار لعصابات الفوضى واغتيالات للضباط مدينة تعز، حيث لم يكتفِ تنظيم الإخوان بالسيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية فيها، وإنّما ذهب التنظيم إلى تفريخ عصابات متخصصة بالنهب والقتل والجبايات، ودججوها بأحدث الأسلحة ممّا جعل الوضع الأمني أكثر تعقيداً.

 

وتسبب الإخوان بإزهاق دماء عشرات الضحايا خلال عام 2022، بعد ارتكابهم سلسلة انتهاكات تنوعت بين الاشتباكات وسط الأسواق والأحياء المدنية، وبين الإعدامات خارج القانون، ممّا حول تعز إلى غابة موحشة.

 

أبرز الضربات التي تلقتها الجماعة إقالة أخطر الأذرع الإخوانية التي تتولى مناصب حساسة، على رأسهم عبد ربّه لكعب ويحيى أبو عوجاء

 

وتنوعت انتهاكات عصابات ومسلحي تنظيم الإخوان في مدينة تعز بين القتل المباشر والاختطافات والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة.

 

وخلفت انتهاكات ميليشيات الإخوان في تعز أكثر (133) قتيلاً وجريحاً، وذلك إثر الاشتباكات التي فجّرتها عصابات مسلحة، أشهرها عصابة المدعو غزوان المخلافي التي تتبع قيادات إخوانية نافذة، هذا إلى جانب انتهاكات الكتيبة الثالثة في اللواء “22 ميكا” وفق ما نقل مركز حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية.

 

ولا يختلف الوضع في مأرب (شرق) التي باتت بمثابة إمارة مغلقة لتنظيم الإخوان، فالمدينة النفطية باتت وكراً لاغتيالات الضباط اليمنيين بسبب هيمنة الإخوان عليها.

 

ولعل أبرز عمليات اغتيال نقلها موقع المشهد اليمني هي التي طالت مستشار وزير الدفاع اليمني وصانع انتصارات الجيش الوطني اللواء ركن محمد الجرادي في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) بعد استدراجه إلى خارج مدينة مأرب.

 

وجاء اغتيال الجرادي بعد (7) أيام فقط من اغتيال الضابط اليمني في محور أزال نصر الدين الخذافي في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) في المدينة الاستراتيجية نفسها، وفي 17 أيلول (سبتمبر) 2022 أفلت مدير التصنيع العسكري في الجيش اليمني العميد حسين فرحان بن جلال بأعجوبة من تفجير إرهابي بعبوة ناسفة زرعت في عربة عسكرية انفجرت داخل حوش منزله.

 

 

مأرب باتت إمارة مغلقة لتنظيم الإخوان ووكراً لاغتيالات الضباط اليمنيين بسبب هيمنة الإخوان عليها

 

وفي 14 أيار (مايو) 2022 اغتالت خلايا إرهابية أركان اللواء (159) مشاة العميد الركن عبد ربه علي صالح الأحرق، وذلك على تخوم مدينة مأرب، في عملية تُعدّ امتداداً لسلسلة عمليات طالت كبار الضباط اليمنيين المناهضين للحوثيين، وفق موقع “اليمن العربي”.

 

إلى جانب المواقف الرسمية ضد الإخوان، صعّدت قبائل المديريات الشرقية في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، عسكرياً ضد القوات الأمنية والعسكرية الموالية لحزب الإصلاح المتمركزة في معسكر عارين، بعد انتهاء المهلة التي وضعتها القبائل للحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي لتحقيق هذا المطلب.

 

ونفذت القبائل عملية مفاجئة صوب الخطوط الرئيسية التي تصل إلى المعسكر الذي جرى استحداثه من قبل الميليشيات الإخوانية مؤخراً، بعد إعلان تمردها في آب (أغسطس) الماضي.

 

 

لم يكتفِ الإخوان بالسيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية بتعز، وإنّما ذهب التنظيم إلى تفريخ عصابات متخصصة بالنهب والقتل والجبايات

 

وبحسب المصادر القبلية، فإنّ رجال القبائل أحكموا سيطرتهم على معظم الطرقات في عارين، وتمكنوا من فرض سيطرتهم على أولى النقاط التفتيشية بعد فرار القوات الإخوانية التي كانت تتمركز فيها.

 

هذا، واتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية في وادي حضرموت تنديداً بمؤامرات ميليشيات الإخوان وتواجد القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى في تلك المناطق، رغم وعود سابقة بإنهاء تواجد هذه القوات.

 

وتفجرت الاحتجاجات خلال الأيام الماضية في ظل شعور سائد بمماطلة مجلس القيادة الرئاسي في إخراج تلك القوات التي تنتمي إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

 

رقعة الاحتجاجات الشعبية في وادي حضرموت تتسع تنديداً بمؤامرات ميليشيات الإخوان وتواجد القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى في تلك المناطق.

 

 

 

وأكد المحتجون في وادي حضرموت استمرار احتجاجاتهم، واعتزامهم تصعيد خطواتهم من أجل إيصال صوتهم ومطالبتهم بالعيش في أمن واستقرار، مجددين تشديدهم على ضرورة إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، واستكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ونقل قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى جبهات القتال لمواجهة الحوثيين في الشمال، وفق ما نقلت صحيفة “العرب” اللندنية.

 

وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد روجت في أوقات سابقة لانفصال المحافظة الغنية بالنفط، وذلك في سياق مساعيهم لإرباك الوضع في الجنوب وخلط الأوراق.

 

أمّا في مدينة مأرب، فقد رصدت مصادر محلية نقل عنها موقع (4 مايو) عن مواصلة قيادات بارزة في حزب الإصلاح نزولات ميدانية لمعسكراتها التي تضم بداخلها عناصر جهادية وإرهابية مدعومة من نائب الرئيس اليمني المقال علي محسن الأحمر.

 

انتهاكات ميليشيات الإخوان في تعز خلفت أكثر (133) قتيلاً وجريحاً، وذلك إثر الاشتباكات التي فجّرتها عصابات مسلحة تابعة للمخلافي

 

وقد حث المقاتلين على ضرورة المشاركة إلى جانب المعسكرات الموالية لهم في مديرية عرماء بمحافظة شبوة وكذلك المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت.

 

وأكدت المصادر أنّ القيادي البارز بتنظيم القاعدة المطلوب دولياً خالد العرادة الذي يحمل رتبة عسكرية بالجيش الوطني الموالي لجماعة الإخوان باليمن، والذي ظهر أكثر من مرة بجانب علي محسن الاحمر أثناء زيارة الجبهات في العام قبل الماضي، قام بجولات ميدانية خلال اليومين الماضيين إلى عدد من المعسكرات التي يقودها، ودفع بتعزيزات إلى المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت وأخرى لتعزيز آخر معسكرات الإخوان في مديرية عرماء بمحافظة شبوة.

 

وأضافت المصادر أنّ العرادة خلال محاضرات تحريضية ألقاها داخل معسكرات الحشد الشعبي التابعة لجماعة الإخوان بمأرب هاجم التحالف العربي وقوات النخبة الحضرمية والمجلس الانتقالي وقواته المسلحة، وتوعدهم بتنفيذ عمليات موجعة وتصفية قيادتها وإعادة السيطرة على حضرموت وشبوة.

 

 

هذا، وكشفت المصادر عن دور تنظيم داعش الإرهابي وقيادته الجديدة التي تتخذ من مأرب ولاية إسلامية لها، عن تحشيد عناصره إلى وادي حضرموت، خصوصاً بعد إعلان فرع التنظيم بولاية مأرب باليمن بقيادة الأمير العرادة في وقت سابق مبايعته أمير التنظيم الجديد “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، بالتزامن مع تحرك مماثل للإخوان.

 

ونشرت حسابات موالية لتنظيم داعش الإرهابي على موقع التغريد العالمي “تويتر” صورة تظهر مجموعة من مسلحي (داعش) في اليمن بينهم العرادة المقرب من المحافظ المنتمي لجماعة إخوان اليمن سلطان العرادة، وهم يعلنون مبايعة أمير التنظيم الجديد “أبو الحسن الهاشمي القرشي”.

 

تنظيما داعش والقاعدة يحشدان عناصرهم في وادي حضرموت، بالتزامن مع تحرك مماثل للإخوان لقمع القبائل ومواجهة القوات الجنوبية

 

وتصرّ جماعة الإخوان على نشر الفوضى وعدم الاستقرار في المحافظات التي تم إقصاؤها منها، وهي مستعدة للتحالف مع كل التنظيمات الإرهابية في سبيل تحقيق أهدافها بالهيمنة على بعض المناطق، خاصة تلك التي تحتوي على ثروات الشعب اليمني.

 

*كاتب مصري

spot_imgspot_img