ذات صلة

فيما رقصت العواصم العربية من المحيط الى الخليج فرحاً .. كيف حول الإخوان فوز المغرب لـ”معركة” وميدان للقتال؟

فيما رقصت العواصم العربية فرحاً بالتأهل لنصف نهائي كأس العالم .. كيف حول الإخوان فوز المغرب لـ”معركة” وميدان للقتال؟ 

 

 

#نيوز_ماكس1 *


فيما رقصت العواصم العربية من المحيط إلى الخليج فرحًا بتأهل منتخب المغرب لنصف نهائي كأس العالم، كان تنظيم الإخوان “الإرهابي” في واد آخر يهيم.

 

وكتب منتخب المغرب اسمه في كتب التاريخ وفجر مفاجأة مدوية جديدة بالتأهل إلى قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم، في إنجاز هو الأول من نوعه لمنتخب عربي أو أفريقي، بالفوز 1-صفر على البرتغال بطلة أوروبا السابقة في دور الثمانية في قطر، ليتأهل إلى الدور قبل النهائي أمام منتخب فرنسا حاملة اللقب.

 

ذلك الفوز المغربي “الثمين” الذي اعتبر إنجازا عربيا في مجال الرياضة يدعو للفخر، دفع القادة والمسؤولين العرب إلى تهنئة المغرب قيادة وشعبًا، فيما كان لتنظيم الإخوان “الإرهابي” رأي آخر.

 

فالتنظيم الذي اعتاد “القفز” على أي “انتصار” أو “إنجاز”، لم يترك الفرصة التي صبغها بصبغته؛ فجعل من “الدين” رمزية لـ”الانتصار”، ومن التأهل، “ربيعًا عربيًا”، يراه هو فقط في مخيلته، ممكنًا.

 

فكيف حاول تنظيم الإخوان تحويل دفة الانتصار إلى مباراة دينية؟

 

فيما التزمت حسابات إخوانية الصمت تجاه فوز المغرب على منتخب البرتغال، وتأهلها للقاء فرنسا، لم تستطع معظمها أن تنأى بنفسها عن تلك المناسبة “الثمينة”، لترويج أجندتهم الجاهزة، والمعدة سلفًا للقفز على أي “انتصار” عربي في مجال ما، وتحويله إلى معركة بين الحق والباطل.

 

فها هو الإخواني المصري الهارب وعضو مجلس أمناء ما يعرف بـ”اتحاد علماء المسلمين” محمد الصغير، حول مباراة كرة القدم التي احتفى بها العالم العربي، إلى مناسبة لما أسماه “الربيع العربي الرياضية”، في إشارة إلى الاحتجاجات التي عمت دولا عربيًا في 2011 وما تلاها من أعوام، وما تسببت فيه من تدمير لبلدان لا تزال تعاني منها حتى اللحظة.

 

 

 

فالإخواني الهارب، وصف في تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر” المباراة بـ”الميدان” وهي تلك النظرة الإخوانية المتأصلة في أدبيات التنظيم، والتي يرى أي تنافس بين العرب والغرب، ما هو إلا معركة حامية الوطيس.

 

وحاول الصغير، ترويج “سمومه” في تغريدته، قائلا: “ها هي نسخة الربيع العربي الرياضية تكتمل بعد فوز المغاربة في مباراة المغرب والبرتغال “، مطالبًا بأخذ الدرس ولو من “ميدان اللعب”.

 

وفيما تعد القضية الفلسطينية قضية يعتبرها العرب قضيتهم الأولى، وليس أدل على ذلك من بيانات القمم الصينية الخليجية والصينية العربية أمس، إلا أن الصغير حاول كـ”إخوانه” استغلال أي حدث للعب على عواطف أتباعهم، قائلا: “رفع علم فلسطين أصبح شارة الفوز.. لا للتطبيع”.

 

أجندة الإخوان

 

لم يكن الصغير وحده من “غيه” يهيم؛ بل إن عضو ما يعرف بـ”رابطة علماء المسلمين”، الإخواني المغاربي الحسن بن علي بن محمد المنتصر الكتاني، فحاول استغلال المباراة المقبلة التي تجمع منتخبي المغرب وفرنسا، للترويج لأجندة التنظيم الإرهابي.

 

واعتبر الكتاني، في تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر”، فرنسا “عدوة الله”، مطالبًا بـ”هجر لسانها وشرائعها والاستقلال التام عنها”، إلا أن الوسيلة الأنسب لذلك الإخواني لفعل ذلك، “كسرها وإبكاؤها لتلتحق بمن بكوا قبلها”، في إشارة لنجاح منتخب المغرب، في الفوز على بعض المنتخبات في مونديال قطر، والتي كان آخرها منتخب البرتغال.

 

وفيما كان الانقسام بين جبهتي لندن وإسطنبول عنوان المرحلة، إلا أن فوز المغرب، وحد أهدافهم “الخبيثة”، للقفز على ذلك الانتصار؛ فمتحدثا الجبهتين هنئا “أسود الأطلسي” بـ”الانتصار”، الذي أهدوه لـ”عموم الشعوب العربية والإسلامية”.

 

وقالت أحد الحسابات الإخوانية على موقع “تويتر” والتي تضع صورة تحت عنوان “الصفحة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين”: نقول ألف مبروك لأسود المغرب.. نصركم نصرٌ لأمّتنا واستعاده ذكريات الأندلس”.

 

معركة الأندلس؟

 

وكعادة تنظيم الإخوان، أسمت تلك الصفحة مباراة البرتغال والمغرب بـ”المعركة” التي أطاح فيها المغاربة بالبرتغاليين، الذين يوجد في علمهم خمسة دروع والتي قالوا إنها “رمز لقتل البرتغاليين لخمسة ملوك مسلمين أندلسيين”، فيما القلاع السبع بالعلم “رمز لأخذ البرتغاليين لسبعة قلاع إسلامية بعد سقوط الأندلس”.

 

وزادت الصفحة الإخوانية من مزاعمها، فقالت إن “رمز الدرع الأحمر المركزي، المليء بالقلاع الصفراء والدروع الزرقاء الأصغر، ترمز إلى الانتصارات ضد المغاربة.. تمثل الدروع الزرقاء الأصغر الملوك الخمسة المغاربة الذين قُتلوا على يد ملك البرتغال الأول أفونسو الأول”.

 

تنظيم الإخوان في اليمن، كان هو الآخر على الموعد، ويكأن النداء كان أمرًا لكل الشبكات الإخوانية في جميع أنحاء العالم العربي، لتسييس الفوز المغربي؛ فالقيادي الإخواني اليمني، تميم الداري، قال عبر حسابه بـ”فيسبوك”: “هل إذا فازت دولة عربية في كأس العالم سيعيد مجد العرب؟ لن يعود مجدنا إلا بعزة الإسلام؟”.

 

أما الإخواني اليمني المتطرف عبدالله أحمد علي العديني فهاجم احتفالات مواطني اليمن بفوز المغرب معتبرًا إياها “منكرات”.

 

 

وزعم العديني وهو أحد كبار قادة إخوان اليمن المتشددين أن “الجماهير اليمنية لا تفلح إلا بالاحتفالات والمسيرات، لكن أين دورها في تغيير المنكرات التي تحدث”.

 

وأضاف متابعا حديثه على حسابه فيسبوك: “يا حبذا تنطق بكلمة فقط ولو نطقت لما رأينا منكرا يرتكب”، في إشارة للجماهير اليمنية التي خرجت للشوارع احتفالا بفوز منتخب المغرب.

 

الشوارع.. ميدان بديل للإخوان

 

ولم يكتف تنظيم الإخوان وعناصره بالتغريدة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن إحدى ساحات حي الأشرفية في مدينة بيروت اللبنانية، تحول إلى هتافات دينية كانت أعلام فلسطين وسوريا حاضرة فيها.

 

فعلى متن دراجات نارية، وصل بعض الشباب حاملين أعلام فلسطين وسوريا، للاحتفال بفوز المنتخب المغربي في المونديال، أمام شجرة الميلاد التي ارتفعت في الساحة، والتي كانت الهتافات “الدينية” ضدها.

 

إلا أنه بعد اشتباكات حدثت بينهم وشباب من سكان المنطقة، أدت إلى إصابة عدد من الأشخاص، مما استدعى الجيش اللبناني إلى الفصل بينهم.

 

الدكتور ميلاد ميخائيل أحد سكان المنطقة، قال عبر حسابه بـ”تويتر”: “ألف مبروك الفوز التاريخي لمنتخب المغرب في كأس العالم بقطر، لكن عندنا في لبنان، تحول الفوز إلى ترهيب منطقة مسيحية بفوز إسلامي!”، منتقدًا الهتافات الدينية التي كانت حاضرة في احتفالات الشباب بحي الأشرفية.

 

–العين.

spot_imgspot_img