ذات صلة

في اليمن | صنعاء عاصمة للفقر في زمن الحوثي… مئات الآلاف من النساء أصبحن متسولات بالشوارع

في اليمن | صنعاء عاصمة للفقر في زمن الحوثي… مئات الآلاف من النساء أصبحن متسولات بالشوارع

#نيوز_ماكس1

أصبحت ظاهرة تسول النساء في صنعاء عاصمة اليمن لا تحدها حدود. فالفقر والجوع حالة مأساوية طبعت بصماتها بقوة على وجوه هؤلاء النسوة، لاسيما بعد سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية عليها.

لم يعد تسول النساء في صنعاء ظاهرة غريبة، بل أصبحت طبيعية حيث إننا نرى المتسولات في الطرقات والاحياء والارصفة وأكثرهن من النساء المتقدمات في العمر والفتيات اللواتي تترواح عمارهن ما بين (15_33) عاما للحصول على مساعدات لسد رمق جوعهن، بعد أن أخرجهن الجوع للشوارع بسبب فقدان رواتبهن وارباب أسرهن.

الحل الوحيد

“لمن ألجأ بعد أن فقدت زوجي في حرب عبثية خلقتها مليشيات الحوثي حين أخذته للجبهات دون سابق إنذار كل ذنبه أنه جندي؟!”

هكذا حدثنا سعاد (32 عاما) ام لخمسة أطفال وتقول والدموع ملء عينيها، متحسرة على حالها، مضيفة: “لا أعرف من أين أطعم أبنائى بعد أن توفي أبوهم وقطعت جماعة الحوثي رواتبنا ولا نملك مصدراً لتأمين لقمة العيش للبقاء أحياء”.

وتضيف: “لم يتركوا لي مجالا للعيش سوى التسول بعد أن كنت معززة في منزلي قبل مجيء مليشيات الحوثي لا سامحهم الله”.

التسول هو المكان الوحيد الذي يكون دون وساطة أو طائفية للعمل هذه الأيام.

لينا (28 عاما) تقول ذلك وتضيف: “أنا أتسول هنا بعد أن فقدت أبي وعملي حين جئنا نازحين من محافظة الحديدة التى تعرضت للقصف من قبل مليشيات الحوثي وكانت النتيجة هدم منزلنا واستشهاد أمي وأبي أتيت نازحة إلى صنعاء مع جيراني ولا أعرف أحدا هنا رغم أني جامعية ولدي شهادة دبلوم محاسبة، إلا ىن كل الأعمال التي أتقدم إليها تتطلب وساطة ويسألونني هل أنت هاشمية؟ وهل أحد أقاربك في الجبهات؟ وكلمة لا تكفي لرفضي من أي وظيفة أتقدم لها”.

أم أيمن أعربت عن استيائها البالغ من هذه الظاهرة التى تزداد يوما بعد يوم بالقول: “ننزعج كثيرا نحن اليمنيات مما نراه في بلادنا. نساؤنا يعشن متسولات طوال النهار ليجدن لقمة العيش”.

وتساءلت “أين المنظمات الداعمة للمرأة؟ وهل ندع مليشيات الحوثي تسلب حقوقنا وتدفعنا للخروج والتسول لتأمين لقمة العيش لكي تربي المرأة اليمنية أولادها؟”.

الأكثر انتشارا

بدوره، يؤكد رجل المرور علي الصلوي لـ” المنتصف” أن عدد النساء المتسولات في الجولات في تزايد مستمر، فهن يتوجهن إلى السيارات للحصول على المال في الغالب هن لا يملكن عملا للعيش. ففي صنعاء أصبحت المتسولات يقطعن الطريق متسببات في إرباك أصحاب السيارات، وخاصة القربية من منطقة التفتيش. وهذه الظاهرة لم تكن متواجدة بهذا الكم الهائل قبل دخول مليشيات الحوثي إلى صنعاء.

فيما تصف الأكاديمية مرام (سم مستعار) هذه الظاهرة في زيادة عدد المتسولات في صنعاء بأنها غير مسبوقة حيث أصبح تسول النساء في ظل سيطرة مليشيات الحوثيين من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا منذ سيطرتها عليها.

وترجع مرام السبب إلى تفشي الجوع وفقد الوظيفة وموت عائل للأسرة، مشيرة إلى أن الفقر والنزوح وغلاء المعيشة وازدياد نسبة الأرامل واليتامى واستمرار نهب الميليشيات لرواتب الموظفين زاد من تفاقم انتشار المتسولات في شوارع صنعاء وأزقتها، وفي الوقت الذي يعكس فيه طابور المتسوّلات بشوارع صنعاء واقعاً معيشياً مخيفاً، لا تزال آلاف من النساء يفقدن مصادر رزقهن إلى يومنا هذا.

تقارير

توضح تقارير محلية ودولية صدرت مؤخرا أن ملايين اليمنيين بحاجة اليوم لمساعدات إنسانية عاجلة، في وقت ظهرت فيه مؤشرات المجاعة في أكثر من محافظة جرّاء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي على اليمنيين.

وتؤكد التقارير أن استمرار سيطرة الحوثي على المناطق الشمالية يهدد بحدوث مجاعة وشيكة في بلد هو في الأساس من أفقر البلدان في المنطقة. حيث قدرت دراسة محلية صادرة عن مركز دراسات والبحوث اليمني أن عدد المتسولين في اليمن ارتفع بشكل مخيف في الآونة الأخيرة ليصل إلى أكثر من “مليون ونصف المليون متسول ومتسولة  خرجوا للتسوّل تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع”.

أضرار سلبية

فيما يشير علماء الاجتماع إلى أن ظاهرة التسول بالنسبة للنساء لها أضرار سلبية وخيمة على المتسولة والمجتمع على حدّ سواء فالنساء المتسولات في سن الشباب يتعرضن للتحرش بنوعيه اللفظي والجسدي ويكتسبن سلوكيات غير مرغوب بها في المجتمع اليمني.

ويرون بدورهم أن سيطرة مليشيات الحوثي وقطع رواتب الموظفين والأوضاع المتردية في المناطق التى احتلوها أنتجت الآلاف من المتسولات والعدد في تزايد.

spot_imgspot_img