ذات صلة

تستفز اليمنيين .. ما دلالات انتشار صور القتلى الإيرانيين في شوارع العاصمة صنعاء؟

تستفز اليمنيين .. ما دلالات انتشار صور القتلى الإيرانيين في شوارع العاصمة صنعاء؟

#نيوز_ماكس1

في شوارع العاصمة المختطفة صنعاء، أكثر ما يستفز المارة، مشاهد وصور القتلى الإيرانيين المعلقة على لافتات كبيرة، في مشهد يرسخ مدى ولاء المليشيات الكهنوتية المطلق للنظام الإيراني.

من بين مئات الصور المنتشرة صورة للصريع قاسم سليماني، والهالك حسن إيرلو- الحاكم العسكري الإيراني السابق في صنعاء فضلًا عن عدد آخر من عناصر حزب الله اللبناني قُتلوا أثناء قيامهم بأعمال إرهابية في سوريا والعراق.

المظاهر الإيرانية تتعزز

 في شارع حدة- أرقى شوارع صنعاء- لا تدفعك تلك المشاهد الخاصة بصور القتلى الإيرانيين المعلقة على لوحات عملاقة، سوى إلى الأسى جراء الوضع الذي أصبحت عليه حال عاصمة اليمنيين، حيث تسعى المليشيا الكهنوتية بقوة إلى طمس الهوية اليمنية واستبدالها بمظاهر إيرانية خمينية.

يعبّر أحمد، عن استيائه من مشاهدة صور القتلى الإيرانيين في شوارع صنعاء، معتبرًا ذلك انتهاكًا لهوية المدينة وطمس ذاكرتها كعاصمة تاريخية لليمنيين.

يضيف أحمد لـ”2 ديسمبر” مكتفيًا بإعطاء اسمه الأول، لحمايته من التعرض للاعتقال: إن استمرار المليشيا في تعليق صور القتلى الإيرانيين، يشير إلى أن صنعاء أصبحت مدينة إيرانية وليست عاصمة يمنية، واعتبر ذلك دليلًا على ولاء المليشيا المطلق لإيران.

ويبدي الرجل شعوره بالقهر؛ “لأننا جميعًا شاركنا في إصباغ الحياة السياسية والاجتماعية في عهد الجمهورية، بلون يمني وتاريخي، معبّر عن التنوع الثقافي لليمن سابقًا.. ومحاولة طمس الهوية اليمنية، يستهدف حياتنا ووجودنا”.

من جانبها، تقول الناشطة السياسية رشا كافي لـ”2 ديسمبر”: “إن انتشار مثل هذه الصور تعبّر عن مظاهر إيرانية في صنعاء، وهي في حقيقة الأمر محاولة من المليشيا لإثبات ولائهم لإيران، كما أنها دلالة على تقديم المليشيا نفسها وكأنها الأكثر إخلاصًا لها ومن أتباعها الأكثر وفاء لها على مستوى المنطقة”.

 لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بحسب كافي، إنما يترجم توجه المليشيا في تعليق صور قتلى الإيرانيين؛ كونه الفصل الأخير من صراع المليشيا مع ما تبقى من الجمهورية وتقاليدها ونظمها وتشكيلاتها المدنية والعسكرية والأمنية.

صبغة إيرانية

ترى كافي، “أن الحياة الاجتماعية والنظم السياسية للجمهورية، لم تكن مصبوغة بلون الثقافة الكهنوتية، وإنما تنتمي لعصر لم يكونوا طرفًا فاعلًا فيه”، وهذا شكّل مصدر إزعاج وقلق للمليشيا، ما دفعهم إلى إصباغ الحياة السياسية والاجتماعية بلونهم المعبّر عن إخلاصهم للمشروع الخميني العابث في المنطقة؛ فصور قتلى الإيرانيين تأتي لإصباغ الواقع بلونهم الخميني الكهنوتي.

ومنذ انقلابها على الدولة، سعت مليشيا الحوثي الكهنوتية إلى طمس معالم الجمهورية، وإحلال المعتقدات الطائفية محلها، فضلًا عن تغيير أسماء المدارس والشوارع بأسماء صرعاها، وتغيير المناهج التعليمية وتطييفها.

spot_imgspot_img