ذات صلة

مالذي حدث..!؟ انهيار الحوثي من الداخل والخارج .. وهذه هي المؤشرات

عدم تعمر الجماعة.. انهيار الحوثي من الداخل والخارج .. وهذه هي المؤشرات

الخلافات والانهيارات تعصف بعمر الجماعة وتصل الى المواجهات المسلحة والتصفيات

#نيوز_ماكس1

بعد ركونهم إلى التحكم المطلق فيما تحت أيديهم من سلطة، واكتشاف ما يمكن أن تعود به مؤسسات الدولة عليهم من إيرادات ضخمة جداً تتجاوز ما كان في توقعاتهم، بدأ الحوثيون التركيز وحصر الاهتمام على مستوى الداخل في كيفيات توريد وجباية الأموال وابتكار الأساليب والمبررات التي تدر عليهم الأموال وتصنع لقيادات الجماعة الإرهابية ثروات طائلة على حساب احتياجات وخدمات المواطنين الضرورية.

وأصبحت هذه الإيرادات الضخمة التي تمتصها الجماعة من دماء اليمنيين، هدفاً رئيسياً لدى قيادات الميليشيا كل في مكان تواجده ومقر تعيينه، بعد أن أحكموا القبضة على مفاصل الدولة وأزاحوا من طريقهم في المؤسسات والوزارات والجهات الحكومية تقريباً كل الموظفين والقيادات الوظيفية من غير المنتمين إليهم في تلك الجهات وعلى الأخص منها الإيرادية.

السلوك الحوثي أوجد في صفوف القيادات الحوثية الكثير من المشكلات والنزاعات وصل بعضها بل كثير منها إلى حد المواجهات المسلحة والتصفيات الجسدية، وإلى وضع آليات تقاسم وتحاصص بين الأجنحة الرئيسية للجماعة، ففي صنعاء تم تقسيم العاصمة إلى قطاعات تخصصية ومساحات جغرافية، كما تم توزيع نفوذ وإيرادات الوزارات والمؤسسات ذات الإيرادية بين شخصيات قيادية عليا.

كما فتحت عمليات تقاسم الجبايات والنهب والسلب شهية قيادات ممن كانوا معزولين في المواقع القتالية المتقدمة كالرزامي الذي عاش عمره في القفار والجبال والوديان ثم استقطبته عمليات الجباية والتحصيل عبر مؤسسات الدولة وخارجها والتي تعود عليهم بأحجام ضخمة من الاموال المنهوبة والتي تضاف أعباؤها يوماً فآخر إلى ما يثقل ويحطم كواهل المواطنين.

من جانب آخر أدى تركيز الجماعة الانقلابية على تحصيل وجبابة الأموال إلى فشل ذريع وواضح في أداء مؤسسات الدولة وانعدام شبه كامل في تقديم الخدمات الواجب تقديمها من قبل الدولة، حتى الأساسي والضروري منها، وتحويل بعض الخدمات الحكومية إلى خدمات سلعية إيرادية كما يحدث في المستشفيات  والمراكز الصحية والمدارس والجامعات  وغير ذلك من الجهات والمؤسسات الحكومية التي يفترض أن تقدم خدماتها بشكل مجاني أو شبه مجاني على الأكثر.

كل ذلك وغيره من الفشل في تمثل هيئة الدولة أو حتى الجماعة المصلحة، أدى وما يزال يؤدي إلى خلافات شديدة، ليس بين قيادات الجماعة بعضها البعض وحسب وإنما أيضاً بين الجماعة وقواعد وفئات الشعب في كل مدينة ومنطقة مما هو تحت سلطتهم..

من جانب آخر أدى الاستحكام على القوة والسلطة إلى تغيير كبير في تعامل الحوثيين مع المجتمع القبلي والريفي بحيث قيدت الجماعة نفوذ وتحركات المشائخ الذين ساندوها في انقلابها لتعود فتنقلب عليهم أيضاً وتحد من صلاحياتهم وتفرض عليهم مهام الجباية والتثقيف وحشد المقاتلين وتشديد قبضة الجماعة الأمنية والاستخباراتية على أهم مفاصل القبيلة والشخصيات الاجتماعية والاقتصادية على مستوى كل قرية في مختلف المناطق التي تقع تحت نفوذهم، ويبدو الخلاف واضحاً في تصريحات يتم تناقلها على مستوى واسع لبعض الشخصيات القيادية في الجماعة كالحباري والجرموزي والجفري..

مبالغة قيادات الجماعة في الجبايات وإثقال كاهل الشعب بها دون حساب قد بدأ ينتج رد فعل شعبي مبكراً وأصبح أن التذمر والغضب يتضاعفان ويعلنان في أشكال مختلفة من الرفض والجهر في مختلف فئات الشعب.

وفي الحاصل فإن الجماعة تفقد نتيجة لكل ذلك وسواه قوتها وسطوتها وتماسكها من يوم لآخر، وأصبح أكثر ما تجنيه إلى جانب المال الحرام الممتص من دماء الشعب، هو رفض المجتمع لها ونبذها، وتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليها حتى وإن امتلكت ما امتلكت من السلاح والنفوذ والسلطة.

وأصبحت كل الموشرات تذهب باتجاه عدم تعمر هذه الجماعة التي أثبتت طوال أكثر من سبع سنوات في نهجها وكل تصرفاتها وإجراءاتها المليشاوية أن لا علاقة لها بما يمكن تسميته أو وصفه بالدولة.

spot_imgspot_img