ذات صلة

الرابط بين صنعاء وعدن .. خط دمت- الضالع.. شريان حياة الملايين يسقط عمداً من حسابات الأمم المتحدة والمبعوثين الأمريكي والأممي

الرابط بين صنعاء وعدن .. خط دمت- الضالع.. شريان حياة الملايين يسقط عمداً من حسابات الأمم المتحدة والمبعوثين الأمريكي والأممي

#نيوز_ماكس1 – خبر :

في الوقت الذي كرست الأمم المتحدة والمبعوثان الأمريكي والأممي إلى اليمن، جهودهم لفتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة مليشيا الحوثي تحت مزاعم إنسانية، أسقطت جميعها عمداً من حساباتها المعاناة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لملايين اليمنيين إثر استمرار إغلاق الخط الرئيس الرابط بين “صنعاء- عدن” عبر “دمت- قعطبة- الضالع”، للعام الرابع على التوالي.

فبينما كانت جهود محلية قد بُذلت قبل عام ونيف وأفضت إلى فتح الطريق الرئيس الرابط بين “صنعاء- عدن”، عبر خط “دمت- قعطبة” شمالي محافظة الضالع و”الفاخر- قعطبة” شمال غرب، وبترحيب أممي ينقصه الجدّية، كان الفشل حليف تلك الجهود أمام تعنّت وصلف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا من جهة، وغياب تحرك حكومة اليمن الشرعية خارجيا من جهة أخرى، تفاقمت معاناة الملايين، وبات اجتياز مسافة 5 كيلومترات مدججة بالنقاط والثكنات العسكرية ومئات العسكريين ضربا من الخيال.

وبات الانتقال بين مدينتي “دمت- قعطبة” مرهونا باجتياز مسافة لا تتجاوز 5 كيلومترات على الجهة الشمالية لمدينة الجبارة بعد أن حولتها المليشيا منطقة عسكرية مغلقة، إضافة إلى عشرات الثكنات التي دججت بها الجبال والهضاب المتاخمة والمحيطة بذات المنطقة، واستبدال ذلك الخط بطريق اقدام جبلي ووعر أُطلق عليه “طريق الجبهة”.

العشرات من أبناء المنطقة أكدوا لوكالة “خبر”، أن المسافرين عبر الطريق البديل يلجأون الى حمل امتعتهم واطفالهم ومرضاهم على ظهور الحمير صعودا وهبوطا بمنحدر شاهق فيه من المخاطر ما يكفي بان لا يكرر المسافر ذات التجربة، لا سيما مع تكرار تعرضهم لاستهداف مباشر بالعيارات النارية الحوثية حينا لترويعهم في مقدمتهم النساء والأطفال والمرضى وآخر لايقافهم وعودتهم خصوصا والمليشيا تقوم من فترة الى اخرى باغلاق هذا المعبر، وهو ما افاد به مسافرون اجتازوا الطريق وآخرون عادوا من المنتصف.

في حين ذكرت مصادر محلية أن نسوة حوامل تعرضن للاجهاض نتيجة عناء الصعود والهبوط والانزلاقات في الطريق الجبلي البديل، بينما العديد من المسنين والاطفال من الجنسين اصيبوا بحالات اغماء وحمى شديدة جراء السفر لساعات تحت اشعة الشمس الحارقة.

المعاناة متشعبة فهي لم تتوقف عند تنقل ابناء المنطقة أو المسافرين منها، حيث تستهدف البنية الاقتصادية للفرد والمتمثلة في شقين، الاول بالنسبة للمسافرين في الارهاق الجسدي في مقدمتهم مرضى الحالات الحرجة، والاطفال والنساء، إضافة الى كلفته الاقتصادية كلفة اجور المواصلات والمصاريف الشخصية لنحو 24 ساعة من السفر الشاق عبر خط بديل يقطع اربع محافظات “لحج- تعز- إب” ومن الاخيرة الى دمت الواقعة شمالي المحافظة، ما يكلف الفرد الواحد حوالي 50 الف ريال، “أي ما يعادل 90 دولاراً أمريكيا بسعر الدولار 565 ريالا، سعر صرف اليوم في مناطق سيطرة الحوثي”.

والشق الثاني، في معاناة المواطنين نظير ارتفاع اسعار المواد الغذائية التي يتم استقدامها من عدن (جنوبي البلاد)، نتيجة اضافة التجّار تلك التكاليف فوق اسعار السلع مضافا اليها جبايات متعددة يتعرضون لها في نقاط التفتيش العسكرية للحوثيين.

ويرى زمام الجبلي، ناشط حقوقي من ابناء دمت، ان اي توافق بين اطراف الصراع لا يمكن تسميته كذلك الا بفتح الطرقات وربط الناس ببعظهم ولم الشمل واماطة الاذى.

واضاف الجبلي في حديثه لـ”خبر”، كل ما يعيق انتقال الناس في الطرق هو اذى انطلاقا من تعليمات نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).

واكد ان ما نشاهده اليوم من اغلاق لخط “دمت- قعطبة”، ومثله “الفاخر- قعطبة” هو جرم كبير في حق الانسانية ولا يجيزه شرع او دين أو عرف قبلي، مشيرا إلى ان المواطنين يعانون الكثير جراء اغلاق هذه الشريان الحياتي الهام، فكم من ناس تعذبوا، وكم من ناس فارقوا الحياة، وكم من خسائر مادية ومعنوية ترتبت على اغلاقه.

وتزداد اهمية هذا الخط باعتباره الخط الرئيس لخدمة ملايين اليمنيين، وسفر المئات يوميا من صنعاء وذمار ومحيطهما الى عدن والمناطق المجاورة.

ومنذ العام 2018م، علقت شركات النقل البري كامل رحلاتها الداخلية على ذات الخط، واستبدلته بخط “صنعاء- إب- تعز- عدن”، ما ضاعف الكلفة الاقتصادية والمعاناة النفسية والجسدية للمسافرين، ومثل تلك الكلفة يترتب على البضائع وغيرها، فضلا عن ما تكبدته تلك الشركات من خسائر اقتصادية مضاعفة.

وتتمركز قوة عسكرية كبيرة لمليشيا الحوثي على تخوم مدينة الجبارة والجبال المحيطة بها 15 كيلومترا جنوبي مدينة دمت مركز المديرية الخاضعة لسيطرة المليشيا، والمتاخمة لمدينة قعطبة مركز المديرية الواقعة في نطاق المناطق المحررة، ومدينة الفاخر 10 كيلومترات غربا، والاخيرة تتمركز فيها قوات اخرى للحوثيين.

ومنذ اغلاق هذا الخط لم تعره الامم المتحدة والمبعوثان الامريكي والاممي ادنى اهتماماتها كغيرها من المعابر الانسانية، بل ذهبت الى اخرى تشكل في الاساس اهمية اقتصادية كبيرة لمليشيا الحوثي بينها المطارات والموانئ الواقعة تحت سيطرتها، بجانب ما تمثله من اهمية انسانية.

ويرى كثير من الحقوقيين اليمنيين ان اسقاط الامم المتحدة لقضية خط “دمت- قعطبة” من قائمة اولويات مهامها يعكس مدى رغبتها باستمرار تفاقم المعاناة واستخدامها ورقة انسانية رابحة في متاجرة لاحقة بمعاناة الملايين على الصعيد الدولي.

spot_imgspot_img