ذات صلة

يحدث في قعطبة .. حصار حوثي للعام الرابع يحول دون عودة أكثر من 3 آلاف أسرة إلى مزارعها ومنازلها غربي المديرية

في قعطبة ..حصار حوثي للعام الرابع يحول دون عودة أكثر من 3 آلاف أسرة إلى مزارعها ومنازلها غربي المديرية

#نيوز_ماكس1

للعام الرابع على التوالي، تفرض مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، حصاراً نارياً خانقاً على المزارعين في المناطق الواقعة غربي مديرية قعطبة بمحافظة الضالع (جنوبي اليمن)، مما كبدها خسائر مادية بمئات الملايين.

مزارعون محليون تحدثوا لوكالة “خبر”، إن عناصر المليشيا المتمركزة في التباب والمرتفعات المحيطة بمنطقة بيت الشرجي، باب غلق، وواديي الخرازة صبيرة، شمال وغربي مدينة الفاخر، 19 كيلو متراً غربي مدينة قعطبة مركز المديرية، حالت دون وصول مئات المزارعين والمواطنين إلى مزارعهم ومنازلهم.

ومنذ سقوط تلك المناطق بيد مليشيا الحوثي منتصف العام 2018م فرضت حصاراً نارياً على عشرات الأودية والحقول الزراعية معظمها من مزارع “نبتة القات” التي تعتمد عليها مئات الأسر في مصدر دخلها، علاوة عن كونها تشكّل 90% من مصدر دخل سكان قرى تلك المناطق.

وأوضحت مصادر قبلية للوكالة ، من آل الليث وآل الشرجي وآل سنان وغيرها من القبائل القاطنة في تلك المناطق، أن مسلحي وفرقة قناصة حوثيين يستهدفون بشكل مباشر المزارعين والمواطنين أثناء تواجدهم في المزارع ومنعوا تشغيل آبار المياه لريها والاهتمام بها، مبررين ذلك بأنها مناطق تماس مع أنها تسمح للأشخاص الذين ينحدرون من ذات السلالة بالوصول إلى مزارعهم.

المصادر أفادت بأنها رصدت أكثر من 500 أسرة تضررت وأتلفت مزارعها نتيجة إصابتها بالجفاف في أقل من عام، وهو ما كبّدها خسائر سنوية تقدر بمئات الملايين، سيما وتلك الأودية من أكبر وأشهر الأودية في تصدير “نبتة القات”، ويعتمد السكان عليها بشكل مباشر في مصدر دخلهم.

ولفتوا إلى أن عشرات المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، راحوا ضحايا عمليات قنص مباشر واستهدافات بالأسلحة الرشاشة والألغام المزروعة في محيطها، لغرض تهجيرهم قسرياً منها.

وفي العام نفسه، أفضت وساطة قبلية إلى السماح للمزارعين بالعمل بمزارعهم من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً لمزاولة أعمال الري والاهتمام بالمزارع، في حين سمحت للمواطنين في المساء بحراسة محاصيلهم فقط، ولكنهم تفاجأوا أكثر من مرة بمداهمات مسلحين ملثمين من عناصر المليشيا وقطف المحاصيل تحت التهديد بالسلاح واطلاق النار على من يقف بطريقهم.

وأشارت مصادر قبلية إلى أن تلك الممارسات المليشاوية أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المزارعين ما بين قتيل وجريح، وهو ما دفعهم للنزوح قسريا وهجر مزارعهم بعد أن أصبحت محاصيلها إما عرضة للجفاف أو النهب بقوة السلاح.

وبحسب أبناء القبائل، تسببت تلك الممارسات الإرهابية بتهجير أكثر من 500 أسرة خلال ذات العام، وتصاعدت عمليات النزوح من عام إلى آخر مع استمرار حدة المواجهات المسلحة بين مليشيا الحوثي والقوات المشتركة، ليرتفع عدد الأسر النازحة إلى نحو 3 آلاف أسرة في أقل من عامين، بعضها توجهت نحو مدينة الضالع مركز المحافظة.

ووفقاً لعاملين في المنظمات الدولية العاملة في محافظة الضالع، معظم الأسر النازحة في منطقة سناح جنوبي مدينة قعطبة، وكذلك في المدينة نفسها ينحدرون من مناطق غربي المديرية، ويعيشون أوضاعا مأساوية بعد أن فقدوا مصادر دخلهم.

ولجأ معظم النازحين للعمل بالأجر اليومي في ظل عدم توفير المنظمات الدولية كامل احتياجات الغذاء والدواء وإيجارات السكن، واستمرار الحرب التي تشهدها جبهات المديرية شمالا وغربا وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مناطقهم في مقدمتها الطريق الرئيسي غربا (الفاخر- قعطبة)، وأجزاء منها عبر الخط الشمالي (دمت- قعطبة)، والأخير يعد الخط الرئيسي الرابط بين (صنعاء- عدن) عبر (دمت- قعطبة- الضالع).

وناشدوا المنظمات الدولية والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، تحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين بالضغط على جميع الأطراف للخروج باتفاق يضمن وصول المواطنين إلى مزارعهم وحقولهم ويسمح بالانتقال الآمن للمرضى والمسافرين.

spot_imgspot_img