ذات صلة

في اليمن | منذ 2011 .. الوظيفة مقابل الولاء بعد انقضاض الإصلاح على السلطة واختراقه الجيش والمخابرات

فيروس اخواني وعادة اخوانية عابرة للقارات  

في اليمن | منذ 2011 .. الوظيفة مقابل الولاء بعد انقضاض الإصلاح على السلطة واختراقه الجيش والمخابرات

 

#نيوز_ماكس1 :

تحمل جانبا كبيرا من الانهيار الاقتصادي في اليمن بصمات عناصر تنظيم الإخوان – حزب الإصلاح – الذي توغل في مفاصل الدولة، والسلطات المحلية مؤخرا.

وعلى مدى عقد من الزمن؛ عملت جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن – حزب الإصلاح – على تجريف الوظائف العامة منذ مشاركته في السلطة عقب اندلاع فوضى ما يسمى “الربيع العربي” في 2011 التي ركب التنظيم موجتها.

وقام التنظيم بعد انقضاضه على السلطة بإحلال كوادره وعناصره في مناصب حساسة دون كفاءة أو مؤهل سوى الولاء الحزبي، ما أدى إلى سلسلة من الكوارث الإدارية والاقتصادية التي يقول اليمنيون إنهم ما زالوا يدفعون ثمنها.

وأصبحت التعيينات والقرارات والملفات في القطاعات التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان تسير وفق مبدأ الولاء، في أوسع عمليات التعيين على أساس الانتماء الحزبي والتنظيمي، في أكبر خرق تعرفه اليمن.

الشهادة بعد التعيين

وقالت مصادر أمنية، إن عناصر قيادية عليا في “إخوان اليمن”، لجأت مؤخرا للالتحاق بجامعات يمينة، بينها جامعة تعز، وذلك في مسعى للحصول على شهادات عليا تأتي ضمن توجه للسيطرة على الوظائف الحكومية مستقبلا بزعم الولاء والكفاءات.

ووفقا للمصادر فإن محافظات شبوة وتعز ومأرب، تشهد موجة غير مسبوقة من تجريف الوظائف العامة والمناصب الإدارية في ظل توغل الإخوان في مفاصل الحكومة، والسلطات المحلية.

عادة إخوانية عابرة للقارات

وقال سياسيون وكتاب محليون، إن ممارسات تنظيم الإخوان الإقصائية تأتي ضمن أجندته السياسية للسيطرة المطلقة على السلطة والمال، في هذا البلد.

وبحسب الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور حسين لقور، فإن تجريف الوظائف واحدة من طرق ووسائل التمكين التي مارستها وتمارسها جماعات الإسلام السياسي، و على رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

وقال الدكتور لقور، إن “تنظيم الإخوان في اليمن سعى دائما إلى الهيمنة على الوظيفة العامة متى ما اتت الفرصة، ودون أن يراعي في ذلك لا الكفاءة ولا الأحقية، وإنما المعيار الأساسي له هو الولاء وأهل الثقة من التيار السياسي”.

ويشير السياسي اليمني إلى أن “هذه العادة الإخوانية ليست خاصة باليمن، إذ شاهدنا هذا أيضا في بلدان أخرى، ولعل أهم النماذج لذلك كانت في السودان واليمن و تونس، حيث تم إحلال الكوادر الحركية من التيار الإسلامي في أكثر مفاصل تلك الدول وحيث يمكن التحكم خصوصا في المال والقوة”، وفق لقور.

وفي تقييم للتجربة الإخوانية في الإدارة، بعد الوصول بسلم الولاء الحزبي، يقول لقور إنه “مع كل هذا لم تستطع الحركات الإسلامية امتلاك القدرة على إدارة مصالح الشعوب، وأرهقت اقتصادياتها بالديون، وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي منجزات حقيقية على الأرض”.

فيروس إخواني

ووفق تقارير ومعلومات من خبراء ومعنيين بهذا الشأن، فإنه إلى جانب أخونة الوظائف، تقوم السلطات المحلية الموالية للإخوان في محافظتي شبوة وتعز بحرمان المكاتب الإدارية غير الموالية من الموازنات المالية وتعمد إلى إفشالها.

وفي هذا السياق يؤكد الكاتب، سعيد بكران، أن استيلاء الإخوان على الأجهزة المدنية الإدارية للدول هو سلوك تنظيمي، الهدف منه نخر النظم من داخلها وإعاقتها، والتحكم بها بشكل آمن للسير بها نحو التحلل والإسقاط.

ويضيف بكران، وهو رئيس تحرير صحيفة “عين العرب” أن هذه الاستراتيجية التنظيمية للإخوان أشبه بالفيروس الذي يخترق النظم المناعية في الجسم، لهدف الوصول لأجهزة الجسم الأساسية وتدميرها.

ويضيف بكران: “في اليمن لدينا صورة أكثر شناعة لهذه الاستراتيجية، حيث لا يسيطر التنظيم على الجهاز الإداري المدني فقط، بل ويخترق الجيش والاستخبارات ومكاتب المسؤولين من غير الإخوان”.

ويوضح أن “التموضع في مكاتب المسؤولين مهم لأنه يضمن التخفي التنظيمي خلف المسؤول غير الإخواني، ويضمن التحكم به بشكل مطلق”.

ويستنتج بكران أن “الشرعية في اليمن تعيش هذا النوع المتفرد من الشلل وعدم الفاعلية، والفساد الذي لامثيل له، نتيجة توغل الإخوان”.

وأكد أنه “طالما ظل التنظيم الإخواني متمكنا من جسد الشرعية، فالنتيجة بكل تأكيد هي الوفاة، وهذا ما يسعى له الإخوان في كل بلد؛ أي إسقاط النظام بشكل كامل ونهائي من أجل إقامة نموذجهم الخاص”.

spot_imgspot_img