ذات صلة

شاهد| (لعبة الاختيار) .. توكل كرمان،. ومهمة إستدراج الشباب.. تفاصيل تنشر لاول مرة

في اليمن | (لعبة الاختيار) .. توكل كرمان،. ومهمة إستدراج الشباب.. تفاصيل تنشر لاول مرة

 

 

 

 

ماجد زايد *

 

في الحلم قبل سنوات جائتني توكل كرمان على هيئة ملاك يطير بجناحين، أضاءت المكان حولي وهبطت بسلام أمام عيناي، جائت في نهاية الطريق الملبد بالخيالات التعيسة، كان المكان حولي أشبه بمقبرة مظلمة يعيش فيها الكثير من المشردين، الجميع فيها ينتظرون من ينقذهم كل يوم، وهذا المساء جاء منقذي على هيئة ملاك مضيء، إبتسمت توكل نحوي وهي تقول لي: لقد جئت لأجلك الليلة، هذا يومك الوحيد وفرصتك الأخيرة، هل ستكون معنا؟ هل ستأتي إلينا؟ هل تريد النجاح الى الأبد؟ هززت رأسي وأنا أرتجف وأقول; نعم نعم.. بعدها إبتسمت بسعادة ومسحت على رأسي ثم قالت; أهلًا أهلاً أيها الشاب الثائر الحر المتطلع للحرية والدولة المدنية، ستأتي معنا لنصنع كل شيء، لننحقق الحلم والسعادة والدولة الحديثة..

وبينما كانت تتحدث اليّ، أخذت يدي ووضعت فيها بطاقة صغيرة، ثم إبتسمت ولوحت بجناحها المضيء، وقالت; هذه البداية فقط، لنبدء في تحقيق حلمنا الكثير، هناك الكثير من الشباب الموهوبين، هناك الكثير من الداعمين، هناك وهناك وهناك، إنتهى تلويحها والضوء، ثم غادرت وعاد الظلام والحزن الى المكان، وتقافزت مجددًا أفكار المشردين في رأسي، لا، لا، لقد تحققت إمنياتي، تذكرت في الحال بطاقة الخلاص، نعم نعم، لقد أعطتني مفتاح النجاح، رفعت البطاقة وبدأت أشاهدها بعينين مفتوحتين من الذعر والفرح، كانت صورة توكل الملونة تغشى البطاقة كلها وفي الأسفل مكتوب بخط صغير: “منحة مجانية للدراسة في معهد إكسيد بصنعاء، مقدمة من مؤسسة توكل كرمان الخيرية للشباب الموهوبين”، ياااه، أخيرًا سأنجو، وسأتعلم، وسأحصل على وظيفة راقية..! نعم، سأعطي بقية حياتي ووجودي لهذا الملاك الطيب، هذه غاية حياتي بعد هذه الليلة، لا نجاة لي في مكان أخر، لا حلم سواها لحياتي ولا طريق أخر للعبور غير طريق توكل كرمان، إنها بالفعل أخر الأحلام ومرتجى أمنيات الشباب في صنعاء، توكل صارت حلمًا يصعب الوصول إليها من جميع خريجي الثانوية العامة، الطلاب الطامحين يتمنون منحة توكل، أو توصية توكل، أو حتى لفتة عابرة من توكل، وهذه بالفعل حقيقة يومية.. يعيش الشاب داخل اليمن على أملين، أحدهما إنتهاء الحرب، والأخر منحة إنجليزي وجواز سفر وتذكرة ووظيفة من توكل كرمان، وكلاهما للأسف سراب..! وأنا قد جاءتني وأعطتني الأمنيات بجناحيها، يا نيّا لحياتي ومستقبلي..

مرت الشهور وتبدلت الصورة الجميلة في حلمي السعيد، سريعًا سريعًا صرت في مكان أخر، كان الجو مغيمًا والهواء منعش ومعالم الرخاء واضحة على الأرجاء، رأيت نفسي في تركيا مرتديًّا ربطة عنق حمراء وبنطلون فاتح منسوج بعناية فائقة، وعلى يساري أضع صورة بارزة لـ توكل كأنها شعلة من الجمال والمجد تضيء الكوت الأسود الأنيق، كنت أسير بمثالية وتبختر لم أعهدها من قبل، أترنح وأتمخطر كثيرًا بمشيتي الجديدة، يا سلام على هذه البطولة، أصبحت في مستوى أرقى ومظهر أرقى ومكان جميل، وبجواري كانت تسير مزة رشيقة لا أعرفها، كانت تحمل الأزهار الحمراء بين ذراعيها النحيلتين وبكعبها العالي تطرق الإرض ليرى الناس مشية الأمير الجديد جوارها بينما يسير الى إلإله في أول أيامه بالجنة الموعودة، كنا في طريقنا الى الملاك المضيء، الى توكل كرمان، سيدة نساء العالمين بحسب الدعوة التي في يدي، دعوة الإحتفال بتحقيق الأحلام والإنتصارات..

حينها فقط، ضج المكان وإرتفع الصوت وفتحت عيناي بصعوبة وبطئ، كان أحدهم يطرق باب غرفتي بقوة.. ماجد هيا، هيااا الى العمل، هيا بنا لن يسامحنا أحد، هيااااااا..
اللعنة، عليك وعلى العمل، وعلى الحلم الجميل غير المكتمل. لقد عدت إذًا، عدت للحياة هنا في هذه المقبرة، أين أنتم؟ أين المشردين؟! لقد عدت! أين الرفاق؟ هل تعلمون؟! لقد كنت في حضرة توكل، أين أنتم أيها الرفاق..؟! تعالوا لأجبركم أين كنت..

مرت السنوات بعدها، وتعرفت على الكثير من المحظوظين بجوار توكل، كانت النشوة تقل يومًا بعد أخر، وغشاوة الصيت البهي عن المرأة يتراجع كلما سمعت الحكايات عنها وعن نظامها وطريقتها، إنها في البدء تختار الضحايا والمجندين عبر خلية الإختيار ومندوبها في كل مكان، تختار، ثم تشتري، ثم ترسل الدولارات، ثم التذاكر، ليبدأ العمل بعدها، ومعها يصير العمل صوتًا سياسيًا مدفوع الأجر، صوتًا يستهدف السعودية والإمارات ويصب في صالح قطر وتركيا، وما سواه مرفوض وغير مقبول، وأدواتها في العمل، طلاب جامعيين لم يتجاوز بعضهم مستوى أول في تخصصه ومنحته، لكنها تأخذ حقها من الشخص قبل أن يعود إليه وعيه ونضوجه..

توكل كرمان بالفعل تمنح بعض الشباب فرصًا إستثنائية ونادرة وفي ظاهرها نبيلة، لكن باطنها إختزال وضيع لحرية الإنسان وفكره وتوجهه وخياراته المفتوحة بالحياة، تعطي منح لطلاب من ثلاثة مصادر، المقربين منها خصوصًا من لديهم طموحات إعلامية وصحفية ومواهب كتابية وادبية، وأيضًا المؤذلجين تنظيميًا مع حركة الإخوان المسلمين خصوصًا من تيار المنفتحين المحسوب على أشخاص كعدنان العديني وتوكل، ومن اليساريين المقربين من أشخاصها المنطويين تحت منظومتها وبالطبع بضمانات شخصية غير نهائية.. وأيضًا من المحسوبين على نظتم صالح خصوصًا الذين لهم مواقف من معادية للسعودية، ومن الناشذين الشباب الذين يكتبون عنها أيضًا أمثال حسام نجل ألفت الدبعي، حسام كانت يهاجمها ويهاجم طريقتها المهووسة بحالها، كان ينتقدها ويكتب عنها دائمًا حتى إستقطبته وإشترته وجعلت منه جنديًا أخر يحمل بوقًا كبيرًا فوق راسه، وأيضًا مروان كامل حملته عودًا بين ضلعيه ليغني ببركاتها، أوهمته بأنه ملحن وفنان وأعطته منحه فنيه بغير كفاءه، أعطته منحة موسيقية وتركت الفنانين الحقيقيين خلف مواهبهم ضائعين.. أبناء الدكتور الظاهري خالد وعلوي اعطتهم منحًا للدراسة وجعلتهم رؤوس حربه في مهاجمة السعودية، ومما زاد ولاءهم أيضًا تكفلها بعلاج والدهم في تركيا، تخيلوا أن تشتري مواقف شباب جامعيين بمقابل دواء وعلاج..!

بعد إختبار ولاء هولاء الشباب من مصادرها يتم إختيارهم كموظفين فاعلين في الداخل أو في الخارج، أو كطلاب مبتعثين في جامعات دولية، جميع هؤلاء جنود مجندين لمشروع توكل وقطر وتركيا، المناهض للسعودية والإمارات..
تخيلوا أنفسكم طلابًا بمستوى أول في جامعة دولية، بيننا أنت جندي لمشاريع إقليمية وممجدًا مرغمًا لتركيا..!
تخيلوا هذا فقط..
ينتشر جنودها المبتعثون في منح بعدة جامعات تركية، وفي الهند، وفي بنغلاديش، وفي مصر، وفي كندا، وفي امريكا وفي باكستان، مجندون أحضرتهم من اليمن ومن طلاب الدراسات العليا بالخارج، وايضً إستقدمت إعلاميين كبار وصحفيين قداما ومفكرين محترمين، كالتميمي، والبكيري، وصادق راجح، والقيسي بشقيهم القرآني والنضف قرآني، وأنشئت قناة بلقيس، كحامل وواجهة لمنظومة الإحتواء بتنسيق مع الجزيرة عبر أحمد الشلفي كونه نائب رئيس مجلسها، وبدعم وتمويل من الشبخة موزة..

ومن ناحية أخرى، الأشخاص الذين يتبدلون في ولاءاتهم مع الزمن والتغيرات، يتم الزج بهم في خلية التخلي والتصفية، وكلًا على حسب الشخص وضمانته المرافقة، بعض العاملين معها تم طردهم من السكن ومن العمل دون إنذار مسبق، والبعض الأخر تم التخلي عنهم وإعادتهم لبلادهم، والبعض تركوهم بحجة رفض الجامعات لقبولهم، والبعض الأخر زجوا بهم في التحقيقات القومية بالأمن التركي بسبب أراءهم المناهضة لشخصية المرأة المتعجرفة معهم ومع تبعيتها لعزمي بشارة والجزيرة والشلفي، كثير من الإنتهاكات وكثير من البكاء وكثير من الأوهام المزيفة في حياة المخذولين في موطن الإغتراب والوحدة.

لطالما جمعت توكل كرمان جنودها وحذرتهم من الذهاب بعيدًا عن ولاءها، مخيرةً إياهم بين نعيمها أو سجون الحوثيين، ذات يوم طلب منها موظفوها في بلقيس رفع الرواتب قليلًا، جنت المرأة وهددت بفصلهم جميعًا وإستقدام بدلًا عنهم وأرخص منهم، يومها هددتهم بالطرد من السكن ومن تركيا ومن الفردوس الأعلى في مملكتها المليئة بالموز القطري

ومن ألمانيا قبل أيام، كتب أحد الشباب اليساريين بعد عامين من تعافيه عقب تركه لمنظومة توكل كرمان السياسية والإعلامية: كنا نعتقد أنن عملية إستقطاب الأفراد والجموع، والزج بهم نحو الهاوية، إجراء خاص تقوم به الجماعات المسلحة والمنغلقة على ذاتها، غير أن الواقع اليوم يقول بأن اغلب المشاريع والمؤسسات المدنية وغير المدنية، السياسية منها وغير السياسية في الساحة اليمنية تقوم بذات العملية الاستقطابية (غير الأخلاقية).إنه لأمر كارثي يتلخص في سحب قدرات الشباب وإفقادهم القدرة على التوازن أو الإحتفاظ بنظرتهم الخاصة تجاه قضايا الحياة المختلفة، وتفسير وإدراك المتغيرات من حولهم دون ضغوط وتشويش، كل هذا السوء يحدث تحت تأثير الحاجة المادية أو إستغلالًا لرغبة الجموع أو األفرد في تحقيق الذات من قبل القائمين بهذه العملية، أن أكثر ما يمكن معرفته في كارثية هذه العملية يتلخص في إستنزاف قدرات الأفراد وتوجيهها نحو طريق واحد أو تدجينهم لتبني وجهة نظر محددة..!

عملية إختيار وإستدراج الشباب الإستثنائيين في واقعنا اليمني مستمر منذ بدايات الحرب، بغرض لا يتجاوز تسخيرهم ضمن مشروع أقليمي يملك المال ويختار الشباب بعناية، عبر أدواته وبرامجه وإغراءاته اللا محدودة، وهنا تبرز منظومة كرمان الإعلامية والسياسية والإنسانية كأكبر كيان يتاجر بالشباب ويستقطبهم لإحتكارهم وتدجيجهم بموجهات النطق وقضايا الحديث، في أسوأ إستغلال برجماتي شخصي منحه العالم لإمرأة تظن ذاتها أكبر بكثير من دولة اليمنيين وشعبهم أجمعين..

هذه العملية من منحى أخر أفراز ونتيجة واقعية عن إرادة أقليمية لدول معينة رفعت أشخاصًا من قاع المجهول ومنحتهم شأنًا عالميًا للوصول بهم وعبرهم لغايات سياسية على مستوى العالم، “توماس شتاينفلد” في صحيفة ‘زود زويتشة’ يقول في تعليصه على أحد الفائزين بجائزة نوبل بغيرما إستحقاق وكفاءة: سيكون على القراء التخلي عن فكرة ظلوا يؤمنون بها ويرتاحون لها، فكرة تتمحور حول شفافية نوبل في الوصول، ومصداقة الكفاءة وخلو الأشخاص عن أراض أخرى من منحهم الجائزة، إنها كرت سياسي لصناعة المومياءات المهووسة بذواتها..!

جائزة نوبل التي إنتشلتها بها السفارة الأمريكية في صنعاء بعد أن صارت بقاع الممنوعين حتى من الحديث على منصة التغيير عقب إستدراجها لعشرات الشباب الذين قدمت الكثير منهم كالقرابين في بداية مشوارها الوهمي، جائزة نوبل أعطت كرمان شعورًا مزيفًا بالإمتلاء والرغبة، إمتلاء المعرفة والخبرة والإستحقاق، ورغبة عارمة للصعود والقيادة ولو على جماجم الشباب، كرمان لم تستغل جائزتها لخدمة المجتمع اليمني بطريقة رشيدة، بقدر ما ذهبت بطريقة -القنفزة- باحثةً عن ذاتها المهووسة وساعيةً وراء إثبات وجودها العدمي في واقع الشعب والوطن، منذ ذلك المساء النوبلي، أصبحت المرأة غرابًا يقلد في مشيته الطاؤوس،، فلا هي التي أصبحت طاووسًا ولاهي التي بقيت غرابًا عاديًا..

الفرق الوحيد بين توكل كرمان والطاووس، هو أن النظام العالمي يتجاهل دائمًا شخصيات العالم الثالث الجديرين بالمقدمة ويرفع بمنهجيته شخصيات السطحيين والمقبقين، حدث هذا في الوقت الذي يوجد فيه عشرات المناضلات اليمنيات ذات الأحقية بالإرتفاع والظهور، لكنه النظام المستهدف لشخصيات الفراغ والإنتفاخ، إنها مثال لرداءة المعايير التي يريدها الغرب في خلق النماذج التي تخدم أهدافه في العالم الثالث، ونتيجة طبيعية لما يمكن أن تنتجه الحالة العربية المنكسرة عندما تتمخض المنظومة العالمية بعظمتها فتلد توكل كرمان..

عقب نوبل أصبحت كرمان مرأة مهووسة أكثر بحالها، متظاهرة ببطولاتها الوهمية وصانعةً لذاتها هالة كبيرة تشعر بها الآخرين أن لها أعداء وأنها مستهدفة، وأنها بالفعل تعالج قضايا كبرى لا يفهمها المجتمع بيننا تتناولها، وبحسب د.ناصر الوليدي، الأخت توكل كرمان لما قالت عبارتها المعروفة (ولكنها تدور) هي تبرز حالتها النفسية بوضوح، فهي تحاكي عبارة “جاليليو” العالم الفذ صاحب الأبحاث العلمية الذي أضطهدته الكنيسة ورجال الدين، حتى أرغموه على التراجع عن قوله بأن الأرض تدور فتراجع بالإكراه، ثم همس في نفسه (ولكنها تدور)، والاخت توكل كرمان ليس لها أي أبحاث علمية ولا كتابات أدبية ولا مقالات صحفية وما أظنها تملك أي مؤهلات أو شهادات وإنما حالفها الحظ كما حالف محمد علي الحوثي، وقد تابعت لها لقاء مع أحمد منصور في برنامج “بلا حدود”، بومها شاهدتها (تخاشف) وتحرك ذراعيها ورقبتها ورأسها عوضًا عن لسانها، ولكن أحمد منصور كان يقدر وضعها ومستواها العلمي والثقافي فيرفق بها، (ولكنها تدور) من خلال هذه العبارة تريد توكل أن تجعل من نفسها مفكرًا ضمن فريق “جاليليو”، وفي يوم من الدهر أراد أعرابي كان يعاني من نفس عقدة توكل أن يذكره الناس بأي شيء، تمامًا كما تفعل توكل كرمان مع ذروة قضايا الرأي العام، ولكن الأعرابي لم يكن فاتحًا كطارق بن زياد، ولا شاعرًا كجرير، ولا أديبًا كالأصمعي، ولا عالمًا كالشافعي، ولا قارئًا كنافع، ولا لغويًا كسيبويه، ولا طبيبا كالرازي، ولا فيلسوفًا كالكندي، ولا كاتبًا كالجاحظ، وهنا حين أستبدت به حالته النفسية لم يجد إلاّ طريقة واحدة، ذهب يتبول في بئر زمزم حتى يذكره التاريخ ولو بأسوأ الأإعال وأكثرها مقتًا، فأصبح أضحوكة التاريخ وما زالت زمزم تتدفق بمائها العذب الزلال حتى اليوم، وحينما كان الخطيب البغدادي يجمع كتابه “تاريخ بغداد” جاءه أحد هؤلاء المهووسين بأنفسهم كتوكل كرمان وأخواتها، فقال له: ليتك تضعني في كتابك هذا ولو مع الكذابين.. المهم أن يظهر أسمي..!

منظومة الوهم..

في ذروة نشاطها السياسي عقب فبراير أنشأت توكل كرمان مجلس شباب الثورة كحامل سياسي لطموحها المستقبلي وكيان لتشكيل بذرة الحزب التي تفكر به دائما، كان بذرتها الأولى في ضم الشباب وتنظيمهم السياسي مع صلة وترابط وثيقين بينها وحركة الإخوان المسلمين، ولكنها ومع تزايد خلافها الداخلي مع شريكها “صلاح باتيس” بسبب تناقض مواقفهنا بين السعودية وقطر، عقب هذا الخلاف ذهبت توكل وأنشأت مؤسستها الإعلامية والإنسانية الدولية بتعاون قطري مائة بالمائة، مؤسسة توكل كرمان الدولية مقرها إسطنبول، ومديرها التنفذي مسك الجنيد زوجة النائب شوقي القاضي، هذه المؤسسة أصبحت الممثلة الأكثر حصولًا على مقاعد ومنح الطلاب اليمنيين في الجامعات الدولية، أخذت المنح وجيرتها لأغراضها، وعبر هذه المنظومة والمؤسسة شكلت خلايا بإختصاصات محددة، فمثلًا، خلية الرأي العام، خلية المنح، خلية إختيار الشباب، خلية الرقابة والتقارير، خلية المستشارين والتطوير، وكل خلية من هذه الخلايا تنقسم الى شقين داخلي وخارجي، وجانبها الداخلي يكتفي بمندوب فعال وموثر ومخلص لشخصية توكل كرمان بالمطلق، أمثال حياة الذبحاني بتعز، والمياحي بصنعاء، مجنديها المضطهدين في الخارج يتبعون موسستها التي تديرهم داخليًا وخارجيًا، خارجيًا كما أسلفنا أمثال بشرى حسن في كندا وميزر الجنيد وطلال العزاني في الهند، وداخليًا عبر التواصل مع اللامعين واصحاب المواهب الجاهزين وغير الجاهزين، بعضهم تشتريهم برواتب شهرية تبدأ من 200 دولار وتنتهي بـ 500 دولار، وهولاء الممجدين لها في كل حملة ومناسبة، أمثال صادق راجح، والمياحي، والجبلي، والمصباحي وأحمد فوزي، والأخرين تقتصر إستحقاقاتهم على منح ودراسات داخلية كونهم في طور التجهيز وهؤلاء كثر، ومن على شاكلتهم يتم إختيارهم من مندوبي الداخل ومن مجندي السوشيال ميديا،

في الأخير..

أهم معيار لا بد من التفكير به في السياقات والبلدان المختلفة، هو دينامية القوة. من هي المجموعة الأكبر والأقوى، والتي يجب أن ننتبه من تحول خطابها إلى أداة قد تؤدي إلى اقصاء حيال المختلف الى حد العنف الجسدي، ومن هي المجموعة الأضعف والمهمشة والتي يجب أن نحافظ على حقها بالتعبير والوجود؟
وهنا دعونا نفكر في قفزات كرمات المكررة والمتلاحقة على الرأي العام، فمثلًا عقب مباراة الناشئين اليمنيين في قطر قفزت لتركب على فوزهم، وبالفعل إنتصرت وأصبحت راي عام، وسياراتها الإسعافية، ومبالغها للصحفيين المفرج عنهم، وبطانياتها لتعز، والكثير من الركوب المتكرر على أي قضية تصير رأيًا عامًا.. ولكن وفي مقابل هذه المنظومة المهولة والإمبراطورية العظيمة ماذا يبقى لها بعد كل فيحة تمنى بها، أمثال قية عدنان الراجحي، أو تغريداتها المساندة للإخوان في كل مرة..
لا شيء يبقى لها، سوى الخيبة والندم..
ذات مرة، أجريت إستفتاء عن أسماء مقترحة لرئاسة الجمهورية اليمنية، شارك فيه قرابة 300 شخص، الغريب هنا أنهم لم يقترحوا توكل كرمان ولا لمرة واحدة، هذا غريب جدًا، ولا أحد يريد توكل كرمان رئيسة لليمن..!!
كيف ستتقبل الخبر يا ترى؟!
ربما ستنتحر هذه المرأة في نهايتها..!!

توكل كرمان تشتري الشباب لأجل قطر وبأموال قطر، أين الإنتصار لليمن الذي تتحدث عنه دائمًا؟! هناك من يشتري وهناك من يبيع، لا شيء أخر، هذا البيع العظبم في السياسة ليس إنتصارًا على الإطلاق، قطر هي التي تنتصر، قطر التي تدعم الحوثي خوفًا على كرسيها من السعودية، قطر التي حجزت بأموالها نصيبًا من الكعكة اليمنية، قطر دولة الصفر في الجغرافيا حولتنا الى شعب مشرد الى جانب السعودية والإمارات وإيران، لماذا نتجاهل هؤلاء الأوغاد الملمعين.
توكل كرمان هذه المراءة المهووسة، صنعت مجدها الشخصي وقطيعها الكبير على حساب الوطن والشعب، نحن أيها السادة التعساء من دفعنا وندفع الفاتورة، دفعناها وندفعها كل يوم من دماءنا وخبزنا ودولتنا وحلمنا الرخيص، ولكن لنكن منصفين، ماذا لو ختمنا الحديث بمقارنة بينها وبين بعض الشخصيات اليمنية القديمة والحالية، شخصيات كمنى صفوان، والزنداني والبخيتي، سأقول لكم، الفرق الوحيد بين توكل كرمان ومنى صفوان، هو أن النظام العالمي يتجاهل شخصيات العالم الثالث الجديرين بالمقدمة ويرفع دائمًا الأغبياء والمقبقين، مع أن كلاهما من تعز. وايضًا الفرق الجوهري بينها وبين علي البخيتي، هو أن علي البخيتي يحول أفكاره وقناعاته وشجاعته الى ذاته وأسرته، يطبقها قبل أي شيء على حاله وحياته، أما توكل فهي سواقه تقود الأخرين وتحقق بهم أفكارها وشجاعتها وطموحاتها الصفراء، وبشكل متصل، لا أرى فرقًا أو إختلافات كبيرة بينها وبين عبدالمجيد الزنداني، كلاهما باحثان عن إمجادهما الشخصية، لا أقل ولا أكثر، وبقية الناس من حولهم مجرد مطبلين.

وفي النهاية، ستجدون صورًا كبرى لـ عبدالملك الحوثي وهو يبتسم ويحيي المحتشدين، لقد تحققت مملكته الخاصة، وصورًا أخرى أكبر لـ توكل كرمان وهي تبتسم وتحيي المعجبين، لقد تحققت مملكتها الخاصة، وملايين الصور للشعب وهو في أتعس حالات البؤس، لقد تحققت فعلًا نكبته الأبدية بفعل إبتسامات الملوحين بسعادة للجماهير الملعونة.
لقدإنترت منظومات الأشخاص على منظومة الشعب والدولة..

* كاتب يمني وناشط سياسي
16يونيو2021
صنعاء

spot_imgspot_img