ذات صلة

في اليمن | دمت السياحية.. مدينة النهب الحوثي المنظّم وبيع المناصب والولاءات

دمت السياحية.. مدينة النهب الحوثي المنظّم وبيع المناصب والولاءات

 

نيوز ماكس1 :

تحوَّلت مديرية دمت السياحية، 60 كيلو متراً شمالي مدينة الضالع عاصمة المحافظة (جنوبي اليمن)، إلى مصدر أساسي لجبايات وابتزاز قيادات مليشيا الحوثي وعناصرها التي تعتبرها “منجم ذهب”، حيث يتسابق الموالون للمليشيا على تقديم مبالغ طائلة وولاءات واسعة بغية الظفر بمنصب فيها.

وكشفت مصادر خاصة عن تعرض مالكي المنشآت السياحية في المدينة، لابتزاز واسع من المشرف الحوثي بالمحافظة وقيادات محسوبة على المليشيا.

مالكو المنشآت الفندقية والسياحية بمدينة دمت عاصمة المديرية الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية، أكدوا لوكالة “خبر”، أن مشرف الحوثيين بالمحافظة المدعو “أبو أحمد حطبة” يمارس أبشع أنواع الابتزاز المادي والعيني عليهم.

وأوضحوا، أن “حطبة” يستغل نفوذه ويقوم بحجز أجنحة وغرف فندقية فاخرة مع غرف خاصة “حمامات طبيعية داخلية” له وعناصره وزواره الوافدين من مناطق أخرى، بمن فيهم مرافقوهم، دون دفع إيجاراتها المادية، فضلاً عن ممارسة ضغوط تجاه المستثمرين لدفع إتاوات مالية خاصة به دون علم من قيادات الصف الأول.

وفي حين يفرض إقامته ومرافقيه “مجاناً” بتلك الفنادق، يستخدم طرقاً احتيالية أخرى أثناء حجز غرف فندقية وحمامات لعناصره وزواره تحت بند حساب مديونية مفتوحة تتجاوز ملايين الريالات، إلا أنه لا يسدد منها إلا 20 بالمئة.

وأفادت المصادر أن المليشيا عينت أحد العناصر المتحوثة في المنطقة ويعمل مديراً لأحد الفنادف الفخمة بالمدينة، مشرفاً لديها ويدعى “عمر المعرشي”، حيث تستخدمه وسيطا خفيا بهدف ترويع المستثمرين والتجّار والمدنيين لإذعانهم واستجابتهم لنزوات المشرف “حطبة”، الذي طالت يده أصحاب المطاعم وباعة نبتة “القات” والمشروبات الغازية وغيرها لتبلغ مديونيته لدى الكثيرين ملايين الريالات.

وكشفت مصادر “خبر”، أن مليشيا الحوثي تقوم ببيع المناصب الإدارية بالمديرية مقابل مبالغ مالية كبيرة لمن يكنون ولاءً مطلقا لها، لاعتبارها موردا مدرا للربحية السريعة بالنسبة لها.

وذكرت مصادر مطابقة، أن تلك العناصر التي عينتها المليشيا في إدارات ومكاتب التحسين والنظافة والمالية وغيرها أصبحت تمارس ابتزازاً أشد وطأة وبطرق عدّة، مما ألحق بالمستثمرين خسائر فادحة يخشون الإفصاح عنها خشية بطش تلك العناصر التي أصبحت أشبه بعصابة فيما بينها.

وتقول مصادر فندقية، إن الابتزاز الذي يمارسه مشرف المليشيا الحوثية ومديرو العموم والمكاتب أصبح عبئا ثقيلا فوق كاهل المستثمر والمواطن على حدٍ سواء.

وتتخذ مليشيا الحوثي من مدينة دمت السياحية، مركزا لمحافظة الضالع، بعد عجزها عن الوصول إلى مركز المحافظة، وانحصار سيطرتها على مديرية دمت نفسها، واجزاء من مديريات “جبن شرقا، وقعطبة جنوبا، والحشا جنوب شرق”، في حين بقية مديريات المحافظة في نطاق سيطرة الحكومة الشرعية.

وتعتبر مديرية دمت أهم مديريات محافظة الضالع، لما تمتاز به من مكانة سياحية تضم عشرات الفنادق، والاستراحات، وأماكن الطعام، والحمامات الطبيعية، والسياحة التاريخية، فضلاً عن قطع وادي بنا الشهير لاوديتها وإنتاج المحاصيل الزراعية ونبتة “القات”، وتحتل الأخيرة 90 بالمئة من المساحات الزراعية والإنتاج المحلي.

spot_imgspot_img