ذات صلة

في تعز | سيرة الإصلاح والقناصة من الصالح إلى المظفر: يسقط النظام.. يعيش النظام!

سيرة الإصلاح والقناصة من الصالح إلى المظفر: يسقط النظام.. يعيش النظام!

كتب/ أمين الوائلي:

في غياب المؤسسات والسلطات، رئاسة وبرلماناً وحكومة وقضاءً ومجتمع مدني، يصعب.. بل يستحيل أن يملأ طرف لوحده الفراغات وبشروطه ورؤاه ويطلب إلى الجميع تقبلها والقبول به وبخياراته.

لماذا يصرّ الإصلاح على العمل منفرداً في تعز وباتجاه تعز القديم، ويتصدى ناشطوه وماكنته الإعلامية والدعائية لتصدير وتبرير ما يفترض أنها حملة أمنية لا حزبية أو سياسية؟

لماذا يصر أن يفرض أمراً واقعاً، بقانون الغلبة والقوة، وأن يفرض نفسه دولة وسلطة وأمناً وآمراً ناهياً محل الدولة وباسم الدولة في آن؟ بينما يمكن إنجاز الأعمال والأهداف جماعياً وبقوة القانون وبأقل قدر من الخسائر والتصدعات والانقسامات التي تتعمَّق وتتسع.

الإصلاحيون والسلفيون كان يجب، وهذا لا يزال ممكناً، أن يكونوا معاً في الحوبان جنباً إلى جنب لاستكمال تحرير المدينة، وفي غير الحوبان من تعز.

والجميع ملزم بأولويات ومسَلَمات الأمن والمطلوبين أياً كانوا وكان الطرف المتهم بهم من جميع الأطراف وليس انتقاءً أو تمييزاً. من قتل وأباد أسرة الوصابي بكاملها وعشرات المدنيين ودمر المدينة وروع السكان وضرب وأضر بمصالح الناس وحياتهم وسلامتهم يجب أن يلاحق أيضا كمطلوب/ مطلوبين أمنيا.

والمفروغ منه، أن يغادر الجميع، مليشيات وقوات وتكوينات عسكرية بكافة أشكالها وألوانها ومسمياتها، المدينة وأن تتولى السلطات الأمنية (محل الإجماع والتوافق) مسئوليات الأمن بنظر وإدارة ومسئولية المحافظ والسلطات المحلية.

سيعاني الإصلاحيون كثيراً ودائماً محاولين تبرير جولات وحملات العنف والحرب الحقيقية المروعة والمكلفة بحق المدينة والمدنيين، إنسانياً وأمنياً، بذريعة ملاحقة مطلوبين أمنياً، بمعزل عن قيادة وإرادة وإدارة الدولة وممثلها رئيس السلطة المحلية وبانعدام توافق الجميع مكونات ومؤسسات. وبتغييب الرقابة الشعبية والإعلام.

إذا كانت الغاية أمنية خالصة، فالشفافية لا غنى عنها، لتحصين الوسيلة من تنكُّب الغايات ومن اختلاط الأغراض وتداخل الخاص والعام والسياسي بالأمني والحزبي بالمهني. فلا يعود معها موكلاً من طرف نفسه لنفسه، ولا مضطراً إلى التبرير ورفع عقائر الدولة والأمن والقانون كجواب لشرط منعدم فعله مقدماً.

وما لم يكن الإصلاح حسم أمره ماضياً في خيار مقطوع سلفاً، فإن عليه أن ينزع صواعق كثيرة ويعود عن واحدية التصرف والتصدي إلى جماعية الأهداف والوسائل مع السلطة المحلية والأحزاب والمكونات كافة وبضمانة رقابة الرأي العام وحضور الإعلام أولاً بأول.

لا يمكنكم تجاهل الجميع والآخرين وإلحاقهم بمتهم وتهمة جاهزة وشيطنة كل ما عدا رأيكم وطرفكم وقناعتكم.

لا يمكن اللعب الآن وهنا بأساليب اللعب القديمة نفسها، نتذكر هنا التهويل باتجاه مآذن جامع الصالح والقناصة الخرافيين هناك (!!) ذكرتنا بهذه حكاية قناص مِئذنة جامع المظفر. أو ميزاب تصريف المياه بالأصح!

كم بكم طاقة لاستجرار كافة الأساليب والخطابات والمطابخ والصراعات والفبركات والشائعات من 2011 على الأقل؟

بالقوة وبمنطق الغلبة لن تحل مشكلة وسوف تتسع ويتوالد العنف ويستقطب أدوات ومتحيزين جدداً في الحالتين وفي غير مدينة ومنطقة. اللعب بالنار متاح ومكلف أيضاً. ويمكن تحصين الغايات بالوسائل والتخلي عن تقمص دور الدولة والمؤسسات على حساب مشتركات جماعية أولها الدولة والمؤسسات.

الإصلاح الحذر غالباً يتعمّق أكثر في ورطة وحفرة المدينة القديم ولا يستمع إلى النصائح والمراجعات.

في مسألة الدولة والنظام والأمن…

لغة وأدوات ووجوه التجييش والجحفلة إلى إسقاط النظام وشيطنة المنظومة بكاملها، دولة ومؤسسات وجيشاً وأمناً، لا تصلح لأداء مهمة معاكسة الآن.
تحتاجون، ويحتاج الجميع، إلى إعادة تأهيل لممارسة السياسة سلوكاً وفعلاً وخطاباً.

spot_imgspot_img