ذات صلة

في اليمن | كيف ينتقم حزب الإصلاح من الرئيس (هادي) ؟ | تعرف على فساد الاخوان في مأرب | أرقام وتفاصيل 

كيف ينتقم حزب الإصلاح من الرئيس (هادي) ؟ | تعرف على فساد الاخوان في مأرب | أرقام وتفاصيل

نيوز ماكس1 :

ربما ترك الحبل على الغارب لحزب الإصلاح- فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن- قد يجلب للبلاد ما هو أسوأ من الانقلاب الحوثي .

ويأتي تصاعد نشاط الإخوان في ظل حكومة هشة للرئيس عبد ربه منصور هادي وفي ظل أوضاع منهارة هي بالنسبة لحزب الإصلاح ملائمة للنشاط وتحقيق الأهداف في وقت يحذر سياسيون من السماح لجماعة الإخوان باليمن من تقوية مركزها السياسي والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السلطة والأرض والموارد.

إرهاب عابر للحدود

وفي السياق يؤكد الباحث والمحلل السياسي المصري “سامح عسكر” في حديث خاص، خطورة تنامي قوة تنظيم الإخوان باليمن على البلاد والمنطقة برمتها.

وأوضح عسكر بأن جماعة الإخوان أخطر من الحوثيين، كونها مرتبطة بفكرٍ وتنظيمٍ عابر للحدود ولديه رؤية جهادية عالمية وهو ما تفتقرها جماعة الحوثي التي تعلق رؤيتها في اليمن فحسب.

ولم تتمكن قيادات الإصلاح من إقناع أنظمة الحكم في دول الخليج والدول الغربية في تبرئة الحزب من التبعية للتنظيم المحظور عالميا كون “الفكر الإخواني” هو الرئة التي يتنفس بها “الإصلاح” وكل كوادر الحزب وناشطوه متأثرون فكرياً وسياسياً بقيادات الجماعة التاريخية، وسبق للحزب أن فرض مؤلفات تلك القيادات كمواد دراسية في المعاهد التي كان يديرها في البلاد قبل قيام الوحدة اليمنية.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، فيصل الحذيفي يرى أن الإخوان المسلمين يشكلون الهيكل الصلب في التربية والتأطير والتنظيم والإعداد لحزب التجمع اليمني للإصلاح.

واعتبر إعلان قيادات في الإصلاح تبرئة الحزب من “الإخوانية” محاولة فاشلة لإنكار حقيقة تاريخية تبدو جلية منذ الستينيات، حيث تأسس التنظيم الإخواني في اليمن على يد عبده محمد المخلافي، قبل سنوات من التأطر حزبيا في حزب الإصلاح.

وتأتي محاولة الإصلاح النأي بنفسه عن صراعات الدول مع التنظيم الدولي للإخوان، حتى يستطيع صنع مستقبل لنفسه في اليمن.

حاملٌ للدور القطري

ولعل مجريات الواقع تشير إلى أن استهداف دور السعودية والإمارات في اليمن، يأتي في مقدمة أولويات دور قطر الراهن في البلاد، ويمثل «حزب الإصلاح» حاملاً أساسياً لهذا الدور.

ويقول المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع، أن حزب الإصلاح يعمل على إنشاء ما يشبه الدويلة الخاصة له في محافظتي مأرب والجوف، ويسعى لأن يكون القوة الرئيسية في محافظة تعز.

ويضيف المودع: “في الوضع الفوضوي الذي تعيشه اليمن كل القوى السياسية تسعى لأن تقوّي مركزها السياسي والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السلطة والأرض والموارد، وسلوك حزب الإصلاح لا يخرج عن هذه القاعدة”.

فساد الحكومة والدويلة الجديدة للإصلاح

تحتل محافظة تعز – جنوب غربي البلاد – بموقعها الجغرافي وثقلها السكاني والاقتصادي أهمية خاصة جداً واستراتيجية في الحسابات العسكرية والسياسية والحزبية والمعنوية لدى حزب الإصلاح، وتبعاً لذلك لدى قطر.

وفي سياق استهداف دور السعودية والإمارات في اليمن في الوقت الراهن، يمثل موقع تعز الجغرافي أهمية قصوى بالنسبة لقطر وحزب الإصلاح، لإشرافها على مضيق باب المندب وجزيرة ميون وجزء كبير من ساحل البحر الأحمر، شاملاً مدينة وميناء المخا.

ويشير عبد الناصر المودع إلى  تمكن “الإصلاح” من تحقيق هدفه بإنشاء الدويلة الخاصة له في مأرب والجوف، والبقاء كقوة رئيسية في تعز، حيث تسنى له ذلك من خلال تواجده في السلطة الشرعية والتي هي الأخرى تستفيد من حزب الإصلاح كونه يعمل لها كغطاء لممارساتها الفاسدة، بمعنى آخر هناك ممارسات مشتركة بين الطرفين لاستخدام موارد الدولة والدعم الخارجي لتقوية مراكزها- حد قوله المودع.

ويقول المودع: حزب الإصلاح مثله مثل بقية القوى السياسية اليمنية تقيم علاقات خاصة مع دول خارجية للحصول على الأموال والدعم السياسي لتقوية نفوذها في اليمن.. وكل ذلك يؤكد حالة اهتراء الدولة وغياب مشروع الدولة الذي تم تفريغه من قبل الرئيس هادي وبقية القوى السياسية بما فيها حزب الإصلاح.

تمويل الإرهاب

تقارير شتى تتهم قطر بدعم جماعةَ الإخْوَان في اليَـمَن وجناحها العسكري تنظيم القاعدة بمبالغَ مالية ضخمة تزيدُ عن مليار دولار بشكل مباشر وغير مباشر خلال الأعوام  (2011-2012-2013م)؛ بهدف إيصال الإخْوَان إِلَى السلطة عبر أعمال الفوضى والعُنف والتخريب وإذكاء الصراعات والأزمات.

وتتهم الإدارة الأمريكية قطر بشكل صريح بأنها تقوم بتمويل الإرهاب «على أعلى المستويات».

وتنظر قطر لليمن باعتبارها من أهم ساحات الصراع التي استخدمتها في السابق ضد السعودية، وتستخدمها حاليا ضد السعودية والإمارات، مستخدمة الاصلاح كأحد ادواتها في هذه الساحة.

الدعم تركي والوساطة قطرية

وعبر جماعة الإخوان في اليمن، تلعب تركيا دورًا خبيثا في الملف اليمني، حيث ترفد الجماعة بدعم سياسي ومالي وإعلامي، فتركيا يحكمها إسلاميون أقرب وجدانيا وتنظيميا لمجتمع الإخوان وطريقة تفكير جناحه القطبي المتشدد.

مؤخراً أصدرت وزارة الشؤون الدينية التركية توجيهًا إلى المساجد في تركيا بتخصيص خطبة الجمعة عن الوضع في اليمن ووجه خطباء المساجد دعوات للأتراك للتبرع لصالح المتضررين من الحرب في اليمن.

جاء ذلك عقب لقاء وفد تركي بقيادات إصلاحية ناقش خلال الجانبان فتح باب التبرعات على ان تصرف بنظر الاخوان.

وفي أكثر من 90 ألف جامع في عموم تركيا تلا خطباء المساجد بياناً موجهاً من رئاسة الشؤون الدينية يحث الأتراك على جمع التبرعات بمبرر أنها لمساعدة اليمنيين لتجاوز الأزمة الإنسانية والمعاناة التي خلفتها الحرب؛ لكن مصادر من داخل الجماعة نفسها تؤكد أن التبرعات ستذهب لـ”حزب الإصلاح” عبر أذرعه في اليمن.

وفي هذا الصدد يعلق الباحث المصري سامح عسكر بأن الدعم التركي لإخوان اليمن يأتي كردة فعل على نفوذ الإمارات في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ويشير عسكر إلى أن دولة قطر قد تقوم بدور الوسيط في إيصال الدعم التركي للإخوان المسلمين في اليمن بمساعدة قبلية من بعض عشائر مأرب وعدن.

صهوة الشرعية والانتقام الإخواني

ويعلق عسكر على تحالف الإخوان مع الرئيس هادي بأنه “انتقام مما حدث لهم في صعدة وعمران وصنعاء، وهذا يؤكد نظرتهم الدونية، فهم لا يتبعون هادي وحكومته في الحقيقة؛ بل يستخدموهم صهوة للركوب عليها؛ أي سُلّم للوصول إلى السلطة وإعادة مجدهم القديم في زمن الرئيس صالح”.

ويقول: “جماعة الإخوان هي تنظيم أيدلوجي عابر للحدود، ولا تتعلق أهدافه ببلد ووطن، فمعيار التفاضل عنده هو الانتماء لإسلام والسنة فحسب، ومؤخرا مع صعود التيار القطبي أصبح السلفي له وضع خاص يجمع بين روح التنظيم والعقيدة الصحيحة بوجهة نظرهم”.

ولفت إلى أن تنفيذ الإخوان لأجندات خارجية يأتي من ثلاثة أوجه؛ الأول: من منظور الإخوان هم يعملون لأنفسهم وتنظيمهم الدولي فحسب، والآخر لديهم شرير فاسد. والثاني: من منظور خصومهم فهم عملاء بالأصالة، والثالث: من منظور فكري يجمع بين الاثنين، أي أنهم لا يتآمرون لحساب الغير في الحقيقة فهم جماعة دونية أنانية ترى مصالح الآخرين مكملة لمصالحهم.. وفي نفس الوقت يمكن توظيفهم لحساب الغير دون أن يشعروا بذلك من فرط جهلهم بالسياسة والفكر والواقع المعاصر.

ويشدد سامح عسكر على وجوب تخليص اليمن من نفوذ كل الجماعات المؤدلجة بمن فيهم الحوثي والإخوان.. لكن ليس تخلصا قتاليا عسكريا؛ بل فكريا وثقافيا. مشيرا إلى أن الشراكة في ظل مواجهة فكرية سيتغير الحال للأفضل وتحصل ضغوط شعبية على أفكار الأيديولوجيا الإسلامية بوجه عام.

فك الارتباط مع إخوان مصر

ويقول: “الإخوان أخطر من الحوثي، هؤلاء لديهم فكر وتنظيم عابر للحدود، ورؤية جهادية عالمية، الحوثي لا يمتلكها لتعلق رؤيته بشعب اليمن فحسب، لذا أرى أنه يمكن التفاهم مع الحوثيين بمبادرات سياسية معقولة، لكن التفاهم مع الإخوان لا يجب قبل إلزامهم بمصالح اليمن وفك الارتباط الإسمي والإيديولوجي مع التنظيم بمصر، وإعادة صياغة فكرة الوطن والدولة عند جميع الأحزاب والجماعات دون استثناء”..

spot_imgspot_img