ذات صلة

مصر تستكمل إجراءاتها لوقف مسلسل “أردوغان العثماني”

مسلسلات تركية تروج لفكر الإخوان.. 

تقرير: مصر تستكمل إجراءاتها لوقف مسلسل “أردوغان العثماني”

 

 

نيوز ماكس1

 

لم تمنع استفزازات الآلة السياسية والإعلامية في تركيا وقطر وطرابلس، مصر من ممارسة حقها في الدفاع عن أمنها القومي، الذي أبرزته موافقة البرلمان المصري بالإجماع، مساء أمس الاثنين، على قرار السماح للجيش بأداء “مهام قتالية” في الخارج، للدفاع عن الأمن القومي ضد الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية، ما يعني تدخلاً عسكرياً محتملاً في ليبيا، بعد أيام من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن عمليات عسكرية ممكنة في الجارة الغربية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، لم تحل المكالمة الهاتفية بين الرئيس المصري ونظيره الأمريكي دونالد ترامب أمس الإثنين، دون استكمال البلاد الرخصة الدستورية اللازمة لتحريك القوات، لردع الأطماع التركية، فيما تحاول تركيا برئاسة أردوغان إحياء عالمها القديم، الذي كان يستند على ترسانة من أدوات الهيمنة العرقية والدينية والطائفية.

تلبية الدعوة الليبية

وفي التفاصيل، قالت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، إن مصر استكملت إجراءات تلبية الدعوة الليبية للتدخل عسكرياً، عبر بوابة البرلمان، قاطعة بذلك خطوة دستورية مهمة وملزمة، إذ أعلن المجلس، عقب جلسة سرية، الموافقة بالإجماع آعلى إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية، إلى حين انتهاء مهمة القوات.
وبموجب الموافقة البرلمانية المصرية، استكملت البلاد الرخصة الدستورية لتحريك القوات، تاركة للجيش تحديد الزمان والمكان، وذلك في ظل سعي مصر إلى تثبيت الموقف الميداني الراهن وعدم تجاوز الخطوط المعلنة، لإحلال السلام بين جميع الفرقاء والأطراف الليبية.

مكالمة ترامب

وتزامن موقف البرلمان المصري، مع مشاورات حول ليبيا أجراها الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ووفقاً لصحيفة “العرب”، لم تمنع المكالمة الهاتفية بين الرئيسين البرلمان المصري من منح الجيش تفويضاً كاملاً للتدخل العسكري في ليبيا، لردع تركيا.
وأضافت الصحيفة، أن “ترامب أبدى تفهمه للشواغل المتعلقة بالتداعيات السلبية للأزمة الليبية على المنطقة”، مشيداً بالجهود المصرية الحثيثة التي من شأنها أن تعزز مسار العملية السياسية في ليبيا، وهو ما فهم منه بعض المراقبين أن واشنطن غير مستعدة لتحركات عملية وجادة للتدخل في الأزمة وضبط المسار السياسي فيها، وهو ما دفع مصر إلى المضي في قرار التحرك للرد على تركيا، ومنع تمددها في المنطقة.
وقال مراقبون، وفقاً لـ “العرب”، إن “الكثير من القوى الإقليمية لم تعد تثق في الخطاب السياسي التركي، حيث دأب على المراوغات والتحايل في التعامل مع الأزمات”، مشيرةً إلى أن القاهرة مصرة على استعادة توازن أركان الدولة الليبية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، ومنع المزيد من تدهور الأوضاع الأمنية وتقويض التدخلات التركية في جارتها.

تركيا توقظ العالم القديم

ومن جهته قال ستم محمود في موقع “الحرة”: “ثمة تطابق تفصيلي بين شبكة التدخلات العسكرية والأمنية ونوعية العلاقات السياسية التي تتفاعل فيها تركيا مع محيطها الإقليمي، وبين ما كانت عليه أحوال الدولة العثمانية قبل أكثر من قرن كامل”.
وأضاف، أن “تركيا تحلم بالعودة إلى ماضٍ كان يُعتقد أنه تلاشى، بسقوط الإمبراطورية العثمانية القروسطية، ذلك العالم القديم، الذي كان مُتخماً بكل أشكال العنف والذكورة والقوة المحضة، كان يستند على ترسانة من أدوات الهيمنة العرقية والدينية والطائفية، وأن الطبيعة السياسية والروحية لحزب العدالة والتنمية هي دافع أولي لإحياء مثل تلك الأشياء”.
وأشار الكاتب إلى أن إحياء ذلك العالم القديم، يُلبي حاجة أردوغان تماماً، سياسياً باعتباره زعيماً شعبوياً في الآن ذاته في بلاده. فهي تسمح له بتحقيق تطلعاته وخيالاته الذاتية، باعتباره زعيماً سياسياً قروسطياً. وتمده بمصادر اقتصادية ومالية غير قليلة، تستر فشل مشروعه الاقتصادي الداخلي، وتعثر أي وعود تنموية كان يقوم عليها برنامجه السياسي التقليدي، موضحاً أن تركيا اليوم مستفيدة تماماً من تحطم المجال الوطني في كل دولة تتدخل فيها، من سوريا والعراق إلى ليبيا.

مسلسل عثماني

عن حلم أردوغان في التوسع واستخدامه للمسلسلات التركية، قالت فوزية رشيد في صحيفة “أخبار الخليج”، إن مئات الملايين تصرف بتشجيع أردوغان على المسلسلات التركية التاريخية التي تعمل على تمجيد للدولة العثمانية، فهي محبوكة لتترك الأثر الفكري والنفسي والعاطفي تجاه الامبراطورية العثمانية “الآفلة”، لتربط تركيا اليوم بتركيا الماضي، والتي تبحث في الخريطة الإقليمية والدولية إما عن استعادة أراض سيطرت عليها يوماً باسم “الخلافة” أو عن استعادة الدور الأممي وتأثيراته السابقة على أوروبا وغيرها.
وأضافت الكاتبة أن “أردوغان يريد التوسع والاحتلال ووضع اليد على الثروات العربية ويجسد المطامع الاستعمارية بوضوح، وأعتقد أنه عن طريق احتواء الإخوان والتنظيم الدولي للإخوان بمطامعهم السلطوية الدنيوية سينجح في تعطيل عقول المسلمين ومنهم العرب وممارسة التضليل السياسي والديني للشعوب، وأيضاً من خلال أبطال المسلسلات العثمانية التاريخية! التي يشجعها ويدعمها ويحضر حتى تصويرها بعد أن أدرك ما للدراما من أثر نفسي وفكري، متجاهلاً أن العرب والمسلمين يعرفون جيدا أفكاره وأطماعه وسعيه للتوسع الاستعماري في بلدانهم! وأنهم يرفضون ذلك كما يرفضون حلم التوسع الإيراني واستعادة الإمبراطورية الآفلة! ومثلما تلعب إيران بالدراما لغسل الأدمغة فإن تركيا تلعب اللعبة ذاتها منذ سنوات، ومنذ مسلسل أرطغرل، والمشاهدون الذين استمتعوا بتلك المسلسلات، يعرفون جيداً الهدف التركي منها ويرفضونه!”

spot_imgspot_img