ذات صلة

(اليمن ترفضهم).. من هم اتباع قطر وتركيا ومن يحركهم؟ | الاناضول التركية منصة صقور الشرعية..!؟ | تحليل

الاناضول التركية منصة صقور الشرعية..

تحليل: حكومة اليمن ترفضهم.. من هم اتباع قطر وتركيا ومن يحركهم؟

 

 

نيوز ماكس1 – اليوم الثامن

لم يأت “اتفاق الرياض” الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ليؤكد وجود انقسامات في الحكومة اليمنية المؤقتة التي يتزعمها الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي المنتهي ولايته في العام 2014م، فالانقسامات والحديث عنها بدأ منذ مطلع العام 2016م، مع عودة الجنرال الإخواني علي محسن الأحمر الذي تربطه علاقة وثيقة بالدوحة وتستضيفه الرياض اقرب الحلفاء في شمال اليمن، إلى المشهد السياسي والعسكري.

قطر وراء قرار ترقية الأحمر

عودة “الأحمر” جاءت في قرار جمهوري اصدره هادي حمل رقم 48، في أواخر فبراير 2016م، فالرجل الذي يعد الراعي الرسمي للتنظيمات المتطرفة، أكد علاقة قطر التي دعمت انقلابه على الرئيس اليمني السابق والراحل علي عبدالله صالح في العام 2011م، قام بعد اقل من شهر على تعيين نائبا للرئيس اليمني بزيارة رسمية إلى الدوحة التي استقبلته قيادتها العسكرية، ليؤكد وقوف الدوحة التي دفعت به إلى ان يكون الرجل الثاني والفاعل الأول في قرار الرئاسة اليمنية.

 

المقاطعة ونفوذ قطر في الرئاسة اليمنية

نجحت الدوحة وفي قلب العاصمة السعودية ان تمتلك نفوذا غير عادي، إلى ان أتت الأزمة الخليجية والعربية مع قطر، لتنقسم الحكومة اليمنية بين مؤيد لمقاطعة الدوحة ورافض ومتضامن، وعلى اثر ذلك نجح نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر في تقليصه، مستغلا نفوذا وقراره المطلق في الرئاسة اليمنية، فالمعارضون لقطر ازاحهم الأحمر واتى ببديل عنهم من المناوئين للتحالف العربي.

 

لـ”علي محسن الأحمر” مواقف عدائية تجاه السعودية، فالرجل الذي كان الذراع اليمنى لنظام صالح وصانع ما عرف بالمجاهدين العرب، سبق له واتهم الرياض بتدمير بلاده، ووصفها بالعدو التاريخي لصنعاء، موجها انتقادات للأسرة الحاكمة “آل سعود”.

وقال الأحمر في خطاب مرئي قديم اعيد بثه قبل سنوات “إن السعودية ترى ان استقرارها في عدم استقرار اليمن”.

اعداء التحالف في الحكومة اليمنية

ظهر مسؤولون يمنيون بمواقف عدائية للسعودية، على الرغم من انهم يستلموا ميزانية رواتبهم منها، لكن ذلك الخطاب أظهر حالة من عدم الثقة لدى التحالف العربي، فجزء من الحكومة اليمنية اصبح أبعد عن التحالف أقرب منه إلى ايران.

ولم يتوان مسؤول يمني هو الإخواني صالح سميع في القول ومن العاصمة السعودية الرياض “إن ايران ليست كلها شر، وان الحكومة قد تتحالف معها اذا لم يواجه التحالف العربي من وصفهم بالانفصاليين الجنوبيين.

لكن ما يمكن الاشارة إليه، هو وزير النقل اليمني صالح الجبواني، الذي عرف بعلاقته الوثيقة بإيران وذراعها الحوثية في اليمن، منح حقيبة النقل نتيجة مواقفه المناهضة للتحالف العربي ودولة الامارات تحديداً.

تحركات الأحمر تلك اثارت ذرع الكثير من المسؤولين الذين سارعوا إلى تقديم الولاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، باستثناء الفريق حسين بن عرب الذي رفض املاءات النائب وأكد أنه يتلقى التوجيهات من الرئيس هادي، لينجح الأحمر في ازاحته ويدفع بوزير الزراعة أحمد الميسري لحقيبة وزارة الداخلية، ليسارع إلى تقديم الولاء والطاعة للنائب علي محسن الأحمر.

الجنوب يربك حسابات الأحمر

كان المستهدف الأبرز من قرارات نائب الرئيس علي محسن الأحمر “هم الجنوبيون”، فقد انتظر الأحمر حتى الـ27 من ابريل 2017م، ليصدر قرارات جمهورية بعزل محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ووزراء وقيادات جنوبية أخرى.

لكن قرار العزل ذلك لم يؤثر فالجنوب كان يستعد لترتيب أوراقه، خاصة في ظل الانحراف الواضح حينها للحرب، بعد ان كانت ضد الحوثيين تحولت ضد الجنوب المحرر.

فما هو الا شهر واحد، حتى اعلن الجنوب عن ميلاد المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية جنوبية فاعلة وشريك في الحرب ضد الحوثيين والتنظيمات الارهابية، ليشعر الأحمر ان الخطر أصبح داهما ليدفع بصقور الإخوان في تركيا وقطر الى التصعيد ضد الجنوب، اعلاميا وسياسيا وحقوقياً، غير ان ذلك لم يكف، فالرفض الجنوبي تصاعد بقوة، خاصة بعد تقديم أدلة على ان التنظيمات الارهابية التي نفذ اعمال عنف في عدن وقتلت وجرحت المئات، تدعمها اطراف اقليمية من بينها قطر، ناهيك عن وضع مقربين من نائب الرئيس اليمني على قائمة العقوبات الأمريكية.

الوقوف بصف قطر

خلال العام 2019م، أعلن الكثير من المسؤولين اليمنيين رفضهم البقاء في السعودية، وفضلوا الذهاب صوب قطر وسلطنة عمان وتركيا، ومسقط تحتضن الكثير منهم نيابة عن الدوحة وطهران التي يتنقلون إلى سريا كل ما دعتهم الحاجة لذلك.

من ابرز من ذهبوا للتحالف مع قطر وايران وتركيا هما الوزيران أحمد الميسري وصالح الجبواني، والأخير ذهب إلى تركيا لمناقشة مشاريع النقل البري والجوي والبحري بين تركيا واليمن، لكن هذه التحركات لم تعجب رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك الذي عاد إلى عدن ليصدر توجيهات صارمة باعتبار كل تلك التوجيهات والزيارات التي قام بها وزير النقل اليمني إلى تركيا لا تمثل الحكومة اليمنية التي قالت وكالتها الرسمية إنها تحتفظ بعلاقة جيدة مع مختلف الاطراف بما في ذلك قطر وتركيا.

وعلى وقع الصراع السياسي بين دول الخليج من جهة، وقطر وايران من الجهة الأخرى، ذهب جزء كبير من الحكومة اليمنية صوب هذا المعسكر، يبرر الكثير منهم ان السبب في ذلك يعود الى رفض التحالف العربي تبني مشاريع مناهضة للجنوب وداعما لحلفاء المعسكر المناهض، وهو ما رفضه التحالف العربي بقيادة السعودية، معتبرا ان أي مساعي او دعم للمعسكر الثلاثي مرفوض جملة وتفصيلا.

رفض جلال هادي عزل مدير مكتب الرئيس

رئيس الحكومة اليمنية أعلن من عدن رفضه لأي مشاريع او تنسيق مع أي طرف اقليمي، معتبرا ان ما يقوم به الميسري والجبواني هي اجتهادات شخصية لا تعبر عن الحكومة ولا يمكن تنفيذها على الاطلاق، لكن دون أي توجه لإيقافهما، لكن مصادر أكدت لـ(اليوم الثامن) “ان مدير مكتب الرئيس اليمني “الإخواني عبدالله العليمي”، يقف الى جانب الوزيرين بقوة وهو ما عرقل قرار اقالتهما على الرغم من مطالبة التحالف بضرورة عزلهما بعد ان تبين تحالفهما مع قطر وتركيا، والأولى تمدهم بالمال والاسلحة التي اعترف احدهم بتهريبه من مأرب إلى عدن مرورا بمناطق.

مدير مكتب الرئيس –عبدالله العليمي- وهو رجل دين إخواني عرف بخطاباته الدينية المتطرفة ضد الجنوب-، يحظى بدعم من نائب الرئيس علي محسن الأحمر، يعرقل تنفيذ الحكومة اليمنية لاتفاق الرياض، فالرجل النافذ جدا في الرئاسة اليمنية يرفض المساس بالميسري والجبواني، لكن الرئيس هادي الذي دعم رئيس الحكومة اليمنية، دفع الأخير الى التحرك ضد اتباع الأحمر، وهو ما يؤكد الدخول في مواجهة ضد الرجل النافذ في الرئاسة اليمنية، لكن على الارجح، هادي لا يجرؤ على عزل العليمي، فنجل هادي الأكبر (جلال)، يمثل حاجز امام أي مساعي لعزل مدير مكتب الرئيس اليمني، حيث تجمع “جلال هادي وعبدالله العليمي” مصالح تجارية مشتركة، فقد كونا ثروة طائلة من الاموال التي قدمتها الكثير من الدول المانحة لليمن الذي يعاني سكانه من المجاعة جراء الحرب، لكن نجل الرئيس ومدير مكتبه استحوذ على تلك الأموال بما فيها اموال صندوق معالجة مظالم الجنوبيين، والذي قدر عقب مؤتمر الحوار بثلاثة مليار دولار أمريكي ذهبت الى خزينة الإخوان وهادي، دون أي معالجة للقضية الجنوبية.

الأحمر والحرب ضد الحوثيين

نجح الأحمر الى حد كبير في ايقاف الحرب بشكل كلي عن الحوثيين منذ تسلمه السلطة، فالرجل الذي قدمه اعلام الإخوان على انه قادر على فك حزام صنعاء، أصبح أكثر من يحث على استمرار الدفاع عن العاصمة اليمنية.

لم يخض الأحمر أي حرب حقيقة ضد الحوثين منذ نحو اربعة اعوام، لكن على الارجل الجماعة الموالية لإيران استفادت بشكل اكبر من الدعم العسكري ووصول الطائرات المسيرة عن طريق سيئون وصولا الى مأرب ومنها الى صنعاء، وهذه المناطق تخضع لقوات عسكرية موالية لنائب الرئيس اليمني.

الحوثيون اقوياء الفضل للأحمر

الحوثيون بعد ان اصبحوا اقوياء جدا بفضل الأحمر، كثفوا من هجماتهم وقصفهم على الجنوب، في حين ان مأرب التي تقع على بعد امتار منهم لم يمسوها، اتجهت صوب الجنوب لمحاولة احتلاله واسقاطه لمصلحة النفوذ التركي القطري المتزايد، والهدف اسقاط باب المندب لمصلحة النفوذ العسكري لأنقرة.

لم يكن التنسيق الإخواني الحوثي في حاجة إلى كشف، فالأمور أصبحت واضحة، فالإخوان لا يمانعون في تأكيد علاقتهم بالحوثيين حلفاء ايران، ليس للأزمة مع قطر علاقة، فالحوثيون لم يمسوا أي من ممتلكات الإخوان التجارية في صنعاء، كما ان الكثير من القادة لا يزالوا في صنعاء وابرزهم الزعيم الإخواني القبلي صادق الأحمر ونجل نائب الرئيس علي محسن الاحمر “محسن”، الذي يدير املاك والده التجارية في العاصمة اليمنية.

موقف الأحمر من الحوثيين

يرى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر ان الحوثيين جماعة زيدية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يسعى لهزيمتهم عسكرياً، فهو يرى ان هزيمتهم واخراجهم من صنعاء هزيمة للزيدية.

ادار الأحمر ظهره للحرب ضد الحوثيين وركز في اعادة بناء قواته التي تفككت بفعل تسليمها صنعاء للموالين لطهران، يفوق الجيش الذي أسسه نائب الرئيس اليمني في مأرب، قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان يتزعمها.

قوات مأرب اتجهت صوب الجنوب لتحقيق مطامع تركيا وقطر، على الرغم ان تمويل بناء تلك القوات تم بأموال سعودية، لكنها اصبحت تقاتل ضد المشروع العربي الذي تقوده الرياض.

 

يتهم قادة عسكريون في تعز اليمنية الأحمر بالوقوف وراء اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، فعملية اغتياله كانت بهدف تمهيد الطريق لاستكمال سيطرة الإخوان والحوثيين على مدينة تعز والاستعداد للتوغل صوب ميناء المخأ وباب المندب، حيث تؤكد انقرة مطامعها في السيطرة على المضيق الاستراتيجي الهام.

اهتمام الأحمر بتعز كان منذ وقت مبكر، بجزء من التمويل الذي كان يقدمه التحالف العربي لمحاربة الحوثيين، ذهب لبناء مليشيات الحشد الشعبي الإخوانية التي تدين بالولاء لقطر.

“حمود المخلافي” احد ابزر قادة المقاومة الذين تسلموا اموال طائلة من التحالف العربي لمحاربة الحوثيين، ذهب للاستثمار بها في تركيا قبل ان يعود لبناء مليشيات تابعة لقطر اطلق عليها “قوات حمد”، نسبة الى الامير القطري السابق.

يقول المخلافي وقادة الإخوان في تعز انهم يستعدون لاجتياح عدن والسيطرة عليها، وهو ما لا يخفيه الكثير من مسؤولي الحكومة اليمنية الذين يقيم الكثير منهم في الرياض.

الاناضول التركية منصة لصقور الشرعية

 

مسؤولون جعلوا من وكالة الاناضول التركية منصة لهم للكشف عن مشاريعهم وتطلعاتهم التي تصطدم مع المشروع العربي الذي تقوده السعودية.

سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، دكتور محمد جميح الذي تربطه علاقة وثيقة بسفير الرياض لدى صنعاء محمد أل الجابر، اشترط تسليم عدن لاتباع الدوحة وانقرة مقابل المضي في تنفيذ اتفاق الرياض، وهو ما يعني ان لا فائدة بعدها من ان تصبح الرياض بعيدة عن عدن.

يقول جميح الإخواني الذي يعمل محررا في صحيفة القدس العربي القطرية في تصريح لوكالة الاناضول التركية” نرفض تشكيل الحكومة قبل تطبيع الأوضاع في عدن أمنيًا وعسكريًا، لأن دون ذلك يعني ان الحكومة ستكون تحت رحمة “المليشيات”، بعد إضفاء الشرعية عليها”؛ في اشارة الى القوات الجنوبية التي يرفض اتباع قطر ان يعتبروها قوات رسمية مثلها مثل قوات مأرب.

حميد الأحمر يعيد بن دغر للواجهة.. لماذا؟

أحمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة اليمنية السابق والمحال الى التحقيق، نجح رجل الاعمال الإخواني حميد الأحمر في اعادته إلى المشهد السياسي، ولكن كمستشار للرئيس هادي، لكن عودة بن دغر جاءت وفق الرغبة التركية القطرية، فهو لم يتوان منذ لحظة الدفع به الى رأس اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض، في التلويح بالحرب كخيار ان لم يتم السماح للمليشيات الإخوانية بالسيطرة على عدن.

 

وكالة الاناضول التركية نقلت عن بن دغر قوله انه المجلس الانتقالي الجنوبي اذا لم يقبل بما وصفه بالعيش المشترك في عدن، فان لا خيار من الدخول في صراع جديد، وهي تصريحات تؤكد على رفض انسحاب مليشيات مأرب من مدن الجنوب، كما نص اتفاق الرياض على ذلك.

وسائل إعلام قطرية قدمت بن دغر على انه الرجل القوي القادر على الحفاظ على الوحدة اليمنية، وقالت انه القادر على مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال الجنوب- كما تصفه.

فيما بن دغر يلمح إلى انه يسعى للانتقام على عزله من منصبه في رئاسة الحكومة اليمنية، بعد ان قدم الانتقالي الجنوبي وثائق تدينه بالفساد ونهب المال العام.

وقد اقاله الرئيس هادي على ضوء تلك الوثائق واحاله إلى التحقيق، قبل ان يتدخل حميد الأحمر الذي زار الرياض فور اقالته، ليرفع عنه قرار احالته للتحقيق، قبل ان يعيده مؤخرا للمشهد السياسي لمواجهة تنفيذ اتفاق الرياض.

spot_imgspot_img