ذات صلة

مأرب بين المبادرة الخليجية وأتفاق الرياض… !!!

المهندس/ حسين بن سعد العبيدي

ظلت مأرب وما حولها في القطاع الصحراوي منذو تأسيس المملكة العربية السعودية خط الدفاع الأول عن أمن المملكة ذات الحدود الصحراوية المتباعدة ، وكلما أشتدت الأزمات ضد السعودية كان السعوديون يستنجدون بمن يقطن هذه الصحراء، ولكن فجأة شعرنا أن المملكة السعودية تريد أن تكافأ مجاميع حزب الأصلاح على وقوفهم الأبتزازي مع السعودية ولذلك قررت غض الطرف عن ما يفعلة وسيفعلة الأصلاحيون وتركتهم ينشؤن الكومونات المسلحة في جميع مناطق محافظة مأرب والذي تتخذ من مأرب عاصمة سياسية لهم ويقومون بين الوقت والأخر بالغزوات المسلحة في مأرب وخارجها.

ويستعرضون عضلاتهم على أبناء مأرب من خلال الاعمال التعسفية في النقاط الأمنية والعسكرية وقتل المدنين المسالمين وأعتقال المواطنين الشمالين العابرين للخارج حتى وصل الحال الى تهجير بعض الأسر والعائلات من مساكنهم وقراهم ومضايقتهم في ممارسة حياتهم الطبيعية، وحرمان المواطنين من المساعدات التى تقدمها دول التحالف عبر البرامج الأغاثية وتقوم بتوزيعها بشكل حزبي وعلى المقاتلين المستثمرين القادمين الى مأرب..

ومنذوا شهر بداء اليمن يشهد حراكآ سياسيآ على أعلى المستويات نحو أحلال السلام ووقف الحرب برعاية المملكة العربية السعودية وسميت المبادرة بأتفاقية الرياض وبدعم مباشر من الحكومة السعودية.

وبدلآ من ان تنخرط هذه القوى في هذه المبادرة الانسانية الكريمة فقد بدأو بشيطنة هذه المبادرة وأنشأو لهم مجموعات سياسية مهمتها الاعلام المضاد لهذه المبادرة ، وتسميم عقول اليمنين نحو نية السعودية في وقف هذه الحرب اللعينة.

أذ لم يستفد من هذه الحرب خماسية السنوات الا فئتين لا ثالث لهما ، هما قوى الأصلاح والحوثيين لأنهم أستثمروا الأسلام السياسي في التوسع والتسلح والثراء وأقصاء كل من لا ينتمون الى كياناتهم. ولهذا فأن هذه القوى مستعدون ليس لمعارضة هذه المبادرة بل لأعلان حرب ضروسآ ضد من يحتضنها ويرعاها.

وأذا كتب لهذه المبادرة بالنجاح ، فأن هذه القوى المسلحة والتى تتخذ من مأرب نقطة تجمع وإنطلاق ستبداء بإصدار الاعلان الدستوري الأول بأعتبار مأرب وماجاورها اقليمآ ودولة مستقلة لها فقط، وسيمنعون المواطنين والدول والمنظمات من الدخول اليها لأنهم يعتبرون آبار النفط والغاز ومرافقها ومؤسساتها أنفالآ مكتسبة من الحرب التى قادوها ضد الوطن ولا يستبعد أن يكونوا قد وقعوا عقودآ مع التجار الدوليين في أوروبا وأمريكا للبدء في بيع مقدرات الامة الكامنة في صحراء مأرب.

وفي كل الاحوال فأن دولة عبدربة منصور ودولة الحوثيين ودولة الأنتقالي ودولة مأرب وماجاورها ودولة الساحل الغربي لا يجدوا وقتآ لمواجهة هذا الحلم الشرير أو أن يكلفوا انفسهم بمواجهة هذا المشروع الخبيث مقابل تفرغهم لنهب الضرائب والجمارك وضرائب القات وجمارك الموانئ ونهب وتهريب النفط الخام لانها سهلة الحصول وشراء العقارات وبناء شواهق الأبراج في عواصم المحافظات اليمنية.

ولم يبقى في ساحة المواجهة الا أولئك المغلوبين على أمرهم في محافظة مأرب والذين لا يستطيعوا مواجهة هذه القوى الطامعه بسبب عدم التكافؤ العسكري ، ولذلك فقد قرروا الابقاء على سلامة مواطنيهم والأحتفاظ بقوتهم لحماية أمالهم فبادروا الى الدعوة الي إنشاء مكون سياسي محلي ومستقل لأبناء مأرب يستطيعون من خلاله جمع أبناء مأرب تحت لواء سياسي واحد بعيدآ عن الأفكار المتطرفة والتصدي لؤلئك الطامعين في ثروتنا ووطننا ولقيت هذه الدعوة تجاوبآ ايجابيآ من عدة أطراف سياسية واجتماعية.

ونحن نسوق هذه التبريرات لكي يعلم الحاضر والغائب أننا أبناء مأرب لن نتخلى عن أحلامنا ولن نرضخ لتوسع السياحة الجهادية على حساب التنمية المستدامة ونأمل من الدبلوماسية السعودية أن تتدخل منذ هذه الساعة للتعاضد والمناصرة لمشروع مارب السياسي السلمي الذي يبقيها بعيدة عن تجاذبات قوى الارهاب والتطرف .

فمأرب بين خيارين أما أن تحمل مشروعها السياسي وتشارك أبناء الوطن في إحلال الوفاق والسلام من خلال إتفاق الرياض وأن لا تستثنى من الاصلاحات السياسية والأمنية الضرورية، أو أعلان النفير السياسي والأجتماعي والعسكري ودعوة جميع أبناء الوطن اليمنين للحضور الى مأرب وتشكيل جيش السلام لاستعادة مأرب ودورها التاريخي والسياسي في استقرار اليمن وحتى لا تتحول مأرب الي بركة كبيرة من الدم ونندم جميعا على أهمالها وتهميشها وأهلها الذين لا يقبلون الضيم ولا يرضون المهانة…

إلى حينها سترزح مأرب تحت وطأة الاغتصاب والاحتكار ولكن بصبر حليم حتى تنصاع المجاميع الغاصبة لمارب اليوم إلى سلام وتشارك أبنائها فتات حتى من إنتاجها وخيراتها .

المهندس/ حسين بن سعد العبيدي

**رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الأستراتيجية.

spot_imgspot_img