ذات صلة

زار صنعاء| رئيس مجموعة الازمات الدولية : الحوثيون يبنون شيئاً مشابهاً لدولة بوليسية أكثر فقراً وبؤساً

في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز| خبير أمريكي زار صنعاء: الحوثيون يبنون شيئاً مشابهاً لدولة بوليسية أكثر فقراً وبؤساً

#نيوز_ماكس1 :
قال الخبير الأمريكي روبرت مولي، رئيس “مجموعة الأزمات الدولية”، إن المليشيات الحوثية تبني شيئاً مشابهاً لدولة بوليسية، ظهرت ملامحها من خلال قبضتهم المحكمة على صنعاء.

وأكد مولر، الذي سافر مع بعض الباحثين الأمريكيين إلى العاصمة صنعاء قبل أسبوعين، أنه وجدها وكأنها معزولة عن العالم الخارجي، منوهاً أن المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي تمتد فيها حالة البؤس إلى ما هو أبعد من تصنيف الأمم المتحدة للأزمة الإنسانية في اليمن كأسوأ أزمة في العالم في ظل احتياج ثلثي سكانه إلى شكل من أشكال المساعدة، فيما 10 ملايين منهم يعاني من سوء التغذية.
وقال رغم أن عزلها يحمل معه عواقب وخيمة على سكانها، بيد أن تجاهل المليشيات التي تسيطر وتحكمها سيكون ذا كلفة سياسية باهظة أيضاً.

وأكد مولي، في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز، أن الحوثيين يتحملون مسؤولية كبيرة عن المأساة الراهنة، كونهم بأيديهم مفاتيح حل أو إطالة الحرب، “لأن أي هجوم صاروخي أو بطائرة بدون طيار تقوم به مليشيا الحوثي في توقيت غير مناسب، يستهدف السعودية أو الإمارات أو ممرات الملاحة في البحر الأحمر، فسيشعل فتيل صراع أوسع يشمل الولايات المتحدة وحلفاءها في الخليج وإيران”.

وأوضح أن الحوثيين رغم إبدائهم ثقتهم بأنفسهم، إلا أنهم لا يعرفون كيف أو متى ستنتهي الحرب في اليمن، مؤكداً أن ردهم الوحيد هو أنهم مستعدون للحوار ليس مع الرئيس أو مع حلفائه، ولكن مع السعوديين، الذين يزعمون سيطرتهم على هادي، أو مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الحوثيين يقدمون “خارطة طريق” يتعهدون فيها بوقف هجماتهم عبر الحدود ضد المملكة إذا ما أوقف السعوديون الهجمات ضدهم، ويشترطون أن تسمح الرياض بإعادة فتح مطار صنعاء، ويعدون بمناقشة علاقة طويلة الأمد معها – والتي كما يزعمون، ستكون أقرب من علاقاتهم بإيران.

وأكد أنه في الوقت الذي يتحدثون فيه بصوت واحد عن تسوية سلمية وعلاقات وثيقة مع المملكة، فإنهم يحذرون في المقابل من المفاجآت التي يخبئونها في جعبتهم في حال لم توافق الرياض على وقف إطلاق النار.

وفي تناقض غريب أفاد الخبير الأمريكي روبرت مولي، أن الحوثيين في الوقت الذين ينزعجون من تسميتهم بأنهم وكلاء إيران، يقرون بأن الحرب قد قربت بينهم، كما قدموا نكراناً باهتاً عندما سئلوا عما إذا كانت طهران تزودهم بالأسلحة والمال، في وقت يتحدثون فيه عن هوية معركتهم الإسلامية الثورية المشابهة للنظام الإيراني.

وأشار إلى أنه لا يمكن لأحد أن يلوم المسؤولين السعوديين والأمريكيين على عدم ثقتهم بالحوثيين بسبب تناقضهم ومراوغتهم.

وتحدث الخبير الأمريكي عن غموض في وصف الحوثيين للتسوية الداخلية الشاملة، إذ إن الحوثيين بمجرد انتهاء الحرب مع السعودية، يزعمون أنهم سيجلسون مع اليمنيين الآخرين للتفاوض على تشكيل حكومة تكنوقراطية وانتخابات جديدة ونزع سلاح جميع الأطراف المسلحة والتخلي عن أسلحتهم الثقيلة بمجرد استعادة الثقة وهو شيء بعيد المنال.

وقال، في الجانب الآخر يشككك خصوم الحوثيين في استحالة حدوث ذلك، لاعتقادهم أن الحوثيين لن يتخلوا عن ما يزعمون بسهولة، وبالتأكيد ليس عن طيب خاطر، عن السلطة التي استولوا عليها بالقوة.

وأضاف، من غير المؤكد كيف سيكون رد فعل الحوثيين حال أنهى التحالف الذي تقوده السعودية حملته، لكن السنوات الأربع الماضية تعطينا شعوراً قوياً بما سيحدث، إذ إن الحوثيين سيكونون أقوى، وإيران أكثر نفوذاً، فيما ستكون السعودية أقل أماناً، واليمنيون أكثر فقراً وبؤساً.

في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز| خبير أمريكي زار صنعاء: الحوثيون يبنون شيئاً مشابهاً لدولة بوليسية أكثر فقراً وبؤساً
spot_imgspot_img