ذات صلة

(مسيرة الدم والخيانة) ..حروب الحوثي لإعادة الإمامة من صعدة إلى صنعاء.. حقيقة الاحداث وتفاصيل الحكاية

حروب الحوثي لإعادة الإمامة من صعدة إلى صنعاء.. مسيرة الدم والخيانة

 

 

#نيوز_ماكس1 – تقرير اسماعيل القاضي:

برزت ميليشيا الحوثي كحركة متمردة إلى العلن، خلال ما عُرفت بالحروب الست، وهي سلسلة معارك عسكرية بين الحكومة السابقة، والمتمردين الحوثيين الطامحين إلى إعادة الإمامة، في معقلهم بمحافظة صعدة شمالي اليمن.

اشتعل فتيل الحرب الأولى في يونيو 2004 وتوقفت في 10 سبتمبر 2004 بعد إعلان الحكومة مقتل زعيم المتمردين الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي.

أما الحرب الثانية، فاشتعلت في مارس واستمرت حتى مايو 2005. فيما الحرب الثالثة، استمرت من نوفمبر 2005 حتى يناير 2006 بدأت باشتباكات بين قوات قبيلة وادعة الهمدانية مع مسلحين حوثيين من أتباع زعيم الحوثي الجديد عبدالملك الحوثي.

الحرب الرابعة.. استمرت من يناير حتى يونيو من ذات العام 2007 بعد الاتفاق على هدنة في 16 يونيو وقبل عبدالملك الحوثي شروطها ومنها اللجوء السياسي إلى قطر.

الحرب الخامسة.. عادت المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل 2008 حتى يوليو من ذات العام.

الحرب السادسة.. استمرت الحرب السادسة من أغسطس 2009 حتى يوليو فبراير 2010 بعد شن المتمردين الحوثيين هجوماً على نقاط حدودية وقتلوا جنوداً سعوديين اشترك السعوديون في هذه الحرب.

انتهت هذه الحرب في فبراير 2010 وبعدها قامت أزمة 2011 فاستغلها الحوثي للانتشار ومناهضة الحكومة، وهو ما سمح له بالوصول إلى صنعاء واستكمال حروبه بالانقلاب على سلطات الدولة واحتلال مؤسساتها بقوة السلاح.

ولأن الإمامة والخارج من نسلها يدعون الحق الإلهي في الحكم لم تتوقف عن الحرب، اتجهت هذه المرة شرقاً صوب محافظة الجوف للتنكيل بالقبائل واستجمعت الجماعة قوتها مع أحداث العنف والانفلات الذي صاحب أحداث 2011.
كما اتجهت نحو مدينة دماج لتشن حرباً ضروساً على عدو جديد هذه المرة بِحجَّة دعم الحكومة اليمنية للسلفيين وتدريب إرهابيين في 15 أكتوبر – 22 ديسمبر 2011.

استمرت الحرب على مرحلتين: الأولى، تدخُل حكومي وتهدئة الوضع، فيما دشنت الثانية في 30 أكتوبر 2013 – وانتهت مطلع يناير 2014 وانتهت بخروج السلفيين من دماج.

لم يتوقف الحوثيون هنا، بل ذهبوا أبعد من ذلك مستغلين تقاطعات ومصالح وجهاء عمران (الإصلاح – والجنرال) التي ساعدت الحوثيين للتمدد ورفع مطالبهم في 2 فبراير 2014 بمظاهرات احتجاجًا على المحافظ الإصلاحي القادم من محافظة إب الذي صرح بمساعدته حسين الأحمر في حربه مع الحوثيين.

في 8 يونيو 2014 تم تلبية مطالبهم بتغيير المحافظ، وقبل أن يجف مداد قلم الحكومة الضعيفة حينذاك على قرار تغيير المحافظ، بدأت الحوثية بإسقاط قائد اللواء 310 باعتباره تابعًا لعلي محسن ومواليًا لحزب الإصلاح فيما رفضت وزارة الدفاع عمليات اللواء 310 التي صرحت بتحييد المؤسسة العسكرية وانتهت بمقتل حميد القشيبي في 8 يوليو 2014.

أعلنت حكومة الوفاق في 30 يوليو 2014 رفع الدعم عن المشتقات النفطية باحتجاجات مفتعلة على قرار الحكومة سرعان ما تحولت إلى اشتباكات أدت إلى سقوط مقر الفرقة الأولى مدرع في 21 سبتمبر 2014 بعد أربع أيام من الاشتباكات.

لم يتضح لليمنيين نوايا هذه الجماعة المارقة في القتل لحالة التشظي السياسي وغياب القيادة الحكيمة ليعلن عن التوقيع عن اتفاق السلم والشراكة الوطنية برعاية الأمم المتحدة.

استخدم الحوثيون حكومة الوفاق لشرعنة استيلائهم على الدولة وفرض مشرف على كل المؤسسات الحكومية ليكون لهم أصابع في الدولة ليسهل ابتلاعها بفكر إمامي دخيل.

في 19 يناير 2015 هاجمت المليشيات الانقلابية مقر الرئاسة، احتجاجاً على مسودة الدستور، وفي 22 يناير 2014 يعلن عبدربه منصور هادي، وخالد بحاح استقالتهما بعد هجوم الحوثيين على دار الرئاسة.

وبعدها أصدر الحوثيون ما أسموه بالإعلان الدستوري وحل البرلمان في 6 فبراير 2014 وتمكين “اللجنة الثورية” بقيادة محمد علي الحوثي بقيادة البلاد لتكتمل مسرحية الإمامة في السيطرة على مقاليد الحكم، استئناف بن عمر المفاوضات بعد ثلاثة أيام من الإعلان الدستوري لحل أزمة فراغ السلطة.

وفي 21 فبراير 2015 أعلن عبدربه منصور هادي عن نفسه الرئيس من جديد بعد تمكنه الهرب من قبضة الحوثيين في صنعاء، لتعلن الأمم المتحدة هادي رئيس شرعياً للبلاد وداعياً جميع الأطراف إلى الانخراط في المفاوضات لكنها تعثرت بعد أيام.

استمر تمدد الحوثيين بدعوى محاربة الدواعش في المحافظات الجنوبية حتى سيطروا على عدن في 26 مارس 2015 وهروب عبد ربه منصور إلى السعودية ليعلن منها حرباً ضروساً ضد الحوثيين.

استمر الحوثي بالحرب بالمدن واستخدام أبنائها دروعاً بشرية لاسيما في عدن ودكها بدباباته ومدافعه ليفرض نفسه حاكماً جديداً في المدينة.

14 يوليو 2015 انطلقت عملية السهم الذهبي بدعم من التحالف برياً وجوياً لتحرير عدن ومطارها وسيطرت القوات المشاركة في تحرير المدينة من نجس الحوثي.

ألمَّت بالحوثيين نكسات متلاحقة، وانحسر قبولهم في مناطق مختلفة من البلاد، وتفاقمت خسائرهم، فاتجهوا إلى تعليق كل شماعاتهم على كاهل حكومة الإنقاذ في صنعاء والمؤتمر الشعبي الذي كان عقبة أمام محاولات فرض نموذج “قم” الطائفي في العاصمة اليمنية.

في 29 نوفمبر 2017 اندلعت شرارة الاشتباكات في صنعاء بسبب اقتحام الميليشيا لجامع الصالح وقتل حراسته وحصار منزل طارق محمد عبدالله صالح، وفي 2 ديسمبر دعا الشهيد علي عبدالله صالح اليمنيين “أن يهبوا للدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية ضد هذه العناصر”.

وقال، إن “الشعب انتفض ضد عدوان الحوثيين السافر بعد ما عانى الوطن منه على مدى 3 سنوات عجاف منذ أن تحملوا المسؤولية”.

في 4 من ديسمبر 2018 أعلنت ميليشيا الحوثي قتل الرئيس اليمني السابق، وقالت إنه تم “انتهاء أزمة الخيانة والتواطؤ مع دول العدوان” (التحالف العربي).

بتصفية الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ونقض العهود ومراس الخيانة، سقط الغطاء السياسي الذي كانت تتحرك تحته المليشيات الانقلابية الحوثية وسقط معه قناعها لتبدو على حقيقتها جماعة: إرهابية سلالية دينية لا تؤمن بالديمقراطية والقوانين والدستور.

وتحت ضغط السخط الشعبي على جماعة الحوثي الانقلابية خرج الآلاف من الشعب والجيش إلى معسكرات فُتحت لقوات حراس الجمهورية في أكثر من محافظة من المحافظات التي تحررت لتبدأ معاركها من الساحل الغربي لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي ومنع تهريب وتدفق السلاح إلى الحوثيين والانطلاق بعدها لتحرير العاصمة صنعاء وباقي الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الإيرانية.

spot_imgspot_img